ملحم زين: أرفض تقييم أعمالي بلغة الأرقام

ملحم زين: أرفض تقييم أعمالي بلغة الأرقام
الوقائع الإخبارية:عزم الفنان ملحم زين الذي لقبه الجمهور بـ «ريس الأغنية اللبنانية» على توسيع آفاقه الموسيقية، واعتمد مبدأ التجديد والتطوير في أعماله الغنائية لتكون حاضرة دائماً في ذاكرة المتلقي. يعدّ زين، مصر بوابة النجوم لطريق الشهرة، وبلداً حاضنة للنجوم والفنانين العرب الذين لم يشعروا بالاغتراب بين أحضانها. لافتاً إلى أنه يخطط للغناء باللهجة المصرية خلال الفترة المقبلة للتقرب أكثر من الجمهور المصري الذي يحتل مكانة خاصة في قلبه. للتعرف أكثر إلى عالمه الثري بالأحلام والطموحات، الذي كشف من خلاله عن تطلعاته الفنية، وخططه المستقبلية، وعن رأيه في بعض الظواهر الغنائية التي عجت بالساحة وعن المنهجية التي يتبعها في حياته كفنان نجح في الفصل بين حياته الشخصية والفنية. وإلى نص الحوار:

لنبدأ معك من المستقبل. ما الجديد الذي تحضّر له خلال الفترة الحالية؟
حالياً بصدد التحضير لإطلاق ثلاث أغنيات متنوعة اللهجات، وسيكون بينها أغنية مصرية، لأنني أريد التركيز على اللهجة المصرية، رغبة مني في التقرب من الجمهور المصري الذي منحني النجومية.

رغم تأكيدك على حبك وتقديرك للشعب المصري، ما سبب ندرة أعمالك الغنائية باللهجة المصرية؟
أعترف أنني تأخرت بعض الشيء في الغناء باللهجة المصرية، ولكن قدمت أغنية باللهجة المصرية من قبل، أعطي الأغنية المصرية أولوية بالنسبة لي الفترة المقبلة.

الفنان ملحم زين
لماذا اعتمدت اللهجة البيضاء في مشاريعك الغنائية الأخيرة؟
اعتمدت اللهجة البيضاء مؤخراً لاتساع قاعدتي الجماهيرية، وحتى أصل بصوتي لأكبر قدر من الجمهور العربي، لأنها تقرب لغة التفاهم بين الناس، وبين الثقافات، لأن اللهجة البيضاء عبارة عن خليط من لهجات مختلفة مع وجود كلمات أجنبية وعبارات يستحدثها الشباب؛ والحاجة إليها أصبحت ماسة عند الناطقين بها، بسبب عوامل التفاعل والانفتاح والتواصل العريض.

قدمت حفلة غنائية ناجحة في دار الأوبرا المصرية، ضمن إطار مهرجان الموسيقى العربية بنسخته الـ 31، أين ستكون المحطة التالية؟
أود في البداية أن أنوّه بالحفاوة التي حظيت بها من قبل الجمهور المصري الذي أحترمه وأقدره كثيراً وأكنّ له مودة خاصة، كونه صاحب ذوق فني رفيع، وهو ما لمسته خلال الحفل، أما في ما يتعلق بالمحطة التي سأرسو فيها فستكون على مستوى الخليج العربي.

هل تقيس نجاح أعمالك بلغة الأرقام أو «الترند»؟
الأرقام والمشاهدات لا تصنع النجاح الحقيقي الذي يبحث عنه الفنان، و«الترند» ليس مؤشراً على النجاح، كل ما هو غير معتاد بإمكانه أن يصعد «الترند»، إذ لا يمكن الحكم على نجاح الأغنية أو فشلها من خلال عدد المشاهدات، لأنها أرقام افتراضية تشبه العالم الافتراضي الذي تنتمي إليه، الأرقام مهمة لشركات الإنتاج التي تهتم بالعقود الإعلانية مع الفنانين، لكنها ليست مهمة للفنان، اعتدت أن أحصد ثمرة نجاحي من خلال محبة الناس في الشوارع.

لست مهووساً بمواقع التواصل
إذن ملحم لا يهتم بمواقع التواصل الاجتماعي؟
لست مهووساً بها، وأحاول بقدر الإمكان فصل حياتي الخاصة عن حياتي الفنية، أتعامل بحذر مع «السوشيال ميديا» وأحرص على عدم تدخل الجمهور في حياتي الشخصية، أحاول من خلالها التعرف على تطلعات الجمهور الفنية لتقديم أعمال ترضي طموحه الفني.

تحرص على التغني بأعمال الفنانين الراحلين وديع الصافي ومحمد عبد الوهاب في حفلاتك لماذا؟
هؤلاء قامات فنية كبيرة، وشرف لي أن أغني من أعمالهما، وأكون سبباً في تذكير الجمهور بقامات فنية أثّرت في تشكيل وجداننا وارتقت بمسامعنا بأعمالهما الراسخة في الذاكرة.

الفن اللبناني لم يمت

الفنان ملحم زين
بعض النقاد رأى أن عصر الأغنية اللبنانية انتهى برحيل وديع الصافي. ما تعليقك؟
عصر الأغنية اللبنانية لم ينتهِ بعد، هناك أصوات شبابية رائعة قادرة على حمل الراية، الفن اللبناني لم يمت.

وصلت لحالة من النضج المهني والفكري. كيف انعكس ذلك على اختياراتك الفنية؟
اختلفت اختياراتي عما كانت في السابق، بحكم الخبرة والمسؤولية التي تجبرني على البحث والتدقيق وانتقاء كلمات تتواءم مع شخصيتي الفنية وأفكاري وقناعاتي، لأن الكلمة تصل لكل بيت لذلك يجب أن تكون لائقة وألا تخدش حياء المستمع، وأن تحمل دلالات ورسائل معينة وأفكاراً جديدة، إذ إن الكلمة أولاً ثم اللحن والتوزيع يأتيان في المرتبة الثانية.

تمتلئ الساحة الفنية بالعديد من الظواهر الغنائية والتي كان آخرها ظاهرة المهرجانات. ما تعليقك على ذلك؟
لست ضد نوع موسيقي معين، أحد المبادئ التي يرسخها الفن هي الحرية والانفتاح، كل فنان حر في تقديم اللون الذي يشبه ويتفق مع قناعاته، والجمهور من حقه أن يستمع ويختار اللون الذي يفضله، ولكن أنا ضد استخدام كلمات بذيئة خادشة للحياء، لأن الكلمة مسؤولة عن تشكيل وجدان جيل كامل يتأثر بالكلمة بشكل كبير، لذا يجب أن تكون هادفة وتحمل دلالات معينة.

برأيك هل ترى الوضع الفني صحياً لتجربة أنماط موسيقية جديدة؟
في الحقيقة، الوضع الفني السائد لا يشبهني، ولكن أحاول التكيف مع الوضع بقدر الإمكان، واختيار أعمال تعبر عن لسان حال الشعب وثقافة مجتمعي.

أنا راضٍ عن كل ما قدمته طيلة مشواري الفني، ولاسيما في خضم كل هذه التحديات الراهنة

الطموح لا ينتهي
بالتمعن في ماضيك وحاضرك. هل أنت راضٍ عن حصيلة إنتاجاتك الفنية؟
راضٍ عن كل ما قدمته طيلة مشواري الفني، ولاسيما في خضم كل هذه التحديات الراهنة، وأفتخر ببداياتي التي كانت عنواناً للمثابرة والكفاح، والتي تكللت في النهاية بتحقيق نجاحات وقفزات كبيرة في مجال الفن.

ما طموحك الفني؟
الطموح لا ينتهي، كل نجاح تعقبه تحديات وعواصف وتزيد من حجم المسؤولية المُلقاة دائماً على عاتق الفنان، لأن الأهم من النجاح هو الاستمرارية وأن يكون الفنان دائماً عند ثقة الجمهور فيه. أعيش حالة بحث وتدقيق دوماً للبحث عن موسيقى جديدة وكلمات مختلفة تحمل مضامين متنوعة، وأيضاً من طموحاتي كان الوقوف على خشبة مسرح دار الأوبرا المصرية، الحصن الذي يحتضن التراث ويدافع عن الهوية الشرقية ويعمل على إعلاء الفن الجاد الراقي مقابل الظواهر الغنائية الأخرى، وكذلك المسارح العالمية.

حققت نجاحاً كبيراً في أعمال التترات. هل تهتم بقراءة المعالجة الدرامية أو ملخص لأحداث المسلسل قبل الموافقة على غناء شارته؟
أهتم بالأغنية بشكل أكبر لأن فيها مساحة لظهور الصوت بشكل أكبر، وتمنحني مساحة أوسع لموضوعات مختلفة عن تلك التي أقدمها في الأغاني المنفردة، وتتر المسلسل يجب أن يكون شارحاً لكل الأحداث التي تمر في المسلسل، وأن يكون صوتي معبراً للحالة النفسية لأبطال العمل، لذلك أركز على صناعة أغنية جيدة ومتميزة في تلك المساحة المختلفة عن الأغاني المعتادة، لهذا أطلب من المؤلف أو المنتج الاطلاع على ملخص عام للمسلسل حتى أتمكن من التعبير عن القضية التي يدور حولها العمل بشكل أفضل.

من هي الشخصية التي أثّرت في تشكل ثقافتك الفنية؟
والداي هما أكثر من أثّر فيّ وفي تكوين شخصيتي الفنية.

متى يأخذ الفنان قرار الاعتزال؟
عندما يجد نفسه غير قادر على العطاء والتغلب على التحديات التي تعترض طريقه.

سبق وصرحت أنك تفكر في الاعتزال. هل تشعر بأنك لم تعد قادراً على العطاء والاستمرار في المجال الغنائي؟
أرى أنني مازلت قادراً على العطاء ولايزال لديّ المزيد لأقدمه، ولكن في بعض الأحيان أشعر بالإحباط لأن الوضع الفني السائد لا يُلائمني، والعقليات المسيطرة على الساحة لا تتناغم مع قناعاتي ومبادئي الفنية، لذا تراودني فكرة الاعتزال من حين لآخر للهروب من حالة الضغط التي تنتابني خلال التحضيرات لأعمال جديدة وفي حفلاتي، وللتقرب أكثر من عائلتي، لكن حبي للفن يدفعني للاستمرارية.

وما المجال الذي ترغب في خوضه بعد الاعتزال؟
بعد اقتحام العديد من الفنانين عالم الاستثمار والأعمال الحرة. هل الفن أصبح لا يُؤكل خبزاً ولا يؤمّن مستقبلاً؟
الفنانون ركزوا على استثمارات آمنة أو مفهومة، البعض منهم لا يُديرونها بأنفسهم، بل عن طريق وكلاء أو شركاء، المهم أنها تضمن لهم مالاً يأمنون به غدر الفن، خصوصاً بعد أن اتسعت «القماشة»، وتضاعفت أعداد الفنانين، في ظل تقلص الإنتاج.

 
تابعوا الوقائع على
 
جميع الحقوق محفوظة للوقائع الإخبارية © 2010 - 2021
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( الوقائع الإخبارية )
تصميم و تطوير