المجلس القضائي: العمل جار على تطوير وتفعيل تدابير الوساطة ‏

المجلس القضائي: العمل جار على تطوير وتفعيل تدابير الوساطة ‏
الوقائع الإخبارية : قال أمين عام المجلس القضائي الأردني القاضي علي المسيمي إن استراتيجية العدالة ‏‏(2022 – 2026) بمحاورها وأهدافها المتعددة جاءت استجابةً للتوجهات الملكية السامية، ‏بأن يكون الأردن نموذجاً يحتذى به في إقامة العدل وضمان الحقوق والحريات وإرساء مبدأ ‏سيادة القانون‎.‎‏ مشيراً إلى أن الاستراتيجية قد خرجت بخمسة محاور رئيسية تناولت محور ‏تطوير عمليات التقاضي، وتطوير الأجهزة القضائية والعدلية ومواردها البشرية، وتعزيز ‏الوصول إلى العدالة، وتطوير البنية التحتية، بالإضافة إلى محور تطوير التشريعات، وأن ‏هذه المحاور تم اتباعها بأهداف فرعية ومؤشرات لقياس الأداء ومشاريع تفصيلية ستساعد ‏بمجملها على تحقيق هذه المحاور وترجمتها على أرض الواقع‎

.‎
كان ذلك في جلسة حوارية عقدها منتدى الاستراتيجيات الأردني للحديث عن العدالة ‏التجارية والغرف الاقتصادية في ضوء استراتيجية قطاع العدالة (2022 – 2026)، ‏بحضور مدير عام المعهد القضائي الأردني الدكتور جمال هارون، وعدد من أعضاء ‏المنتدى من القانونيين وشركات القطاع الخاص.‏

واستعرض المسيمي المحاور المختلفة للاستراتيجية مبيناً الأهداف الاستراتيجية والفرعية ‏لكل محور. وحول محور تطوير عمليات التقاضي في العدالة المدنية، أشار المسيمي إلى أن ‏الهدف الاستراتيجي هو رفع كفاءة وفاعلية أداء العدالة المدنية من خلال تطوير إجراءات ‏التقاضي وتطوير الموارد البشرية في القضايا المدنية، من خلال تأهيل الكوادر البشرية ‏الإدارية العاملة الداعمة للقضاء، وتأهيل موظفي وزارة العدل العاملين في المحاكم، وتفعيل ‏المسارات الوظيفية لقضاة القضاء المدني بما في ذلك قضاة الوساطة القضائية وقضاة ‏إدارة الدعوى المدنية. وبين المسيمي أن العمل جار على تطوير وتفعيل تدابير الوساطة ‏القضائية من خلال عدد من المبادرات مثل تطوير التشريعات ذات العلاقة مثل قانون ‏الوساطة القضائية والأنظمة المنبثقة عنه من أجل تشجيع المتقاضين على الاتجاه نحو ‏الوساطة القضائية، وبما يسمحبتوسيع نطاق القضايا الخاضعة للوساطة، وتوسيع ‏صلاحيات الوسيط القضائي.

كما بين المسيمي أن المجلس حريص على تطوير وتفعيل ‏نظام الخبرة ومعاييراختيار وتقييم الخبراء وتطوير نظام الخبرة الإكتروني
وفيما يتعلق برفع كفاءة وفعالية أداء العدالة التجارية والغرفة الاقتصادية، قال المسيمي إن ‏الاستراتيجية تتضمن تطوير التشريعات الناظمة لعمل الغرفة الاقتصاديةبما في ذلك إعادة ‏النظر في تحديد وشمولية اختصاصات الغرفة الاقتصادية نوعاً وكماً، ومراجعة كل من ‏قانون تشكيل المحاكم النظامية، وقانون محاكم الصلح، وقانون البيّنات مع مراعاة التوسّع ‏الحاصل في التجارة الإلكترونية.‏

كما أكد المسيمي على أن تطوير الغرفة الاقتصادية وإعادة تأهيل بنيتها التحتية والتقنية ‏واللوجستية هي أولوية ضمن الخطة الاستراتيجية لقطاع العدالة، مشيراً في هذا السياق إلى ‏أن المجلس القضائي وبالتعاون مع المعهد القضائي يعمل على تطويرإدارة الموارد البشرية ‏القضائية والإدارية العاملة في القضاء التجاري لما له من أثر كبير في تيسير أداء الأعمال. ‏

من جانبها أعربت المديرة التنفيذية لمنتدى الاستراتيجيات الأردني نسرين بركات أن الجلسة ‏الحوارية تأتي في ضوء أهمية النظام القضائي المستقل والنزيه والعادل في تحقيق ‏الاستقرار الاقتصادي والسياسي والاجتماعي، حيث يلعب الجهاز القضائي دوراً أساسياً في ‏تيسير أنشطة القطاع الخاص من خلال ترسيخ مبدأ سيادة القانون وحماية حقوق ‏المستثمرين وتسريع إجراءات التقاضي‎. ‎‏

مشيدة بجهود الجهاز القضائي الأردني لمساهمته ‏في ضمان الحقوق الاقتصادية والاجتماعية، واهتمامهم بالحوارالبناء مع مختلف الأطراف.‏

وقدمت بركات عرضاً توضيحياً يبين أداء الأردن في مؤشري سيادة القانون الذي يقيس ‏مدى ثقة الأفراد بالقوانين التي تفرضها الحكومة، ومؤشر الحرية الاقتصادية الذي يقيس ‏حالة البيئة الاقتصادية والريادية التي تمارس عليها الحكومة رقابتها وإنفاذ سياساتها.‏

وفي هذا السياق، شددت بركات على أهمية هذه المؤشرات العالمية كونهاتقيس انطباعات ‏الأفراد حول المساءلة، وعدالة القوانين، وشفافية الحكومة، والقدرة على الوصول إلى ‏العدالة الكاملة، علاوة على أن المستثمرين ينظرون لمثل هذه المؤشرات عند اتخاذ القرار ‏بالاستثمار في دولة ما‎.‎‏ وبالمقابل تلعب إجراءات التقاضي دورًا حيويًا في الاستثمار وعمل ‏القطاع الخاص. حيث تسهم إجراءات التقاضي في زيادة الثقة في النظام القانوني وبالتالي ‏تشجيع استثمار شركات القطاع الخاص. فعندما يوقن المستثمرون أنهم يمكنهم اللجوء إلى ‏القضاء لحماية حقوقهم ومكتسباتهم، فإنهم يشعرون بالأمان والثقة في تعاملاتهم وبالتالي ‏يزيدون من حجم استثماراتهم ويتوسعون في أعمالهم التجارية‎.

‏ وأشار الدكتور محي الدين توق الذي أدار الجلسة الحوارية إلى أن الدولة الحديثة القوية ‏والفاعلة تقوم على ثلاثة أركان وهيالديمقراطية التمثيلية، وسيادة حكم القانون، وحقوق ‏الانسان. مبيناً أن القضاء العادل والمستقل يعتبر ضمانة أساسية لكل واحد من هذه الأركان، ‏فلا ديمقراطية حقيقية ولا سيادة لحكم القانون وحقوق الانسان ولا حماية حقيقية بدون ‏قضاء قوي، وعادل، وفاعل، ومستقل وناجز‎.

وأكد توق في هذا السياق إلى أن تطوير القضاء قد حظي بعناية فائقة منذ تولي جلالة الملك ‏سلطاته الدستورية، وذلك بدءاً من أتمتة أعمال المحاكم منذ منتصف العقد الأول للألفية ‏الجديدة، وصدور مثياق النزاهة الوطنية عام 2014، والعمل على رؤية الأردن 2025 ‏التي أكدت على أهمية تعزيز ميثاق النزاهة الوطني، وتحسين كفاءة النظام القضائي، ‏وضمان الإنفاذ السريع للقانون، واستمرار أتمتة اجراءات التقاضي. مبيناً أن هذه الجهود قد ‏استكملت بصدور الورقة النقاشية السادسة لجلالة الملك تحت عنوان ” سيادة القانون أساس ‏الدولة المدنية‎”.‎‏ في العام 2016، والذي تم على إثرها تشكيل اللجنة الملكية لتطوير القضاء ‏وتعزيز سيادة القانون التي أصدرت توصياتها في شباط 2017.‏

واشار توق إلى أن هذا الأمر يعتبر من أهم دعائم التنمية المستدامة، مؤكداً على أن العدالة ‏وسيادة القانون هي مبدأ أساسي لتحقيق الأمن والاستقرار في المجتمع وتعزيز الثقة بحسن ‏سير الدولة والمجتمع وبالتالي التنمية الحقيقية‎.

ودار نقاش ما بين أعضاء المنتدى وأمين عام المجلس القضائي حول الدور المحوري الذي ‏يلعبه القضاء في جذب الاستثمارات، من خلال تحقيق العدالة وسرعة إجراءات التقاضي، ‏وإضافة بعد وتخصص لعمل القضاة في الغرف المختلفة.‏


تابعوا الوقائع على
 
جميع الحقوق محفوظة للوقائع الإخبارية © 2010 - 2021
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( الوقائع الإخبارية )
تصميم و تطوير