خطة القرار الإسرائيلية

خطة القرار الإسرائيلية
أ.د. أمين المشاقبة
ما يجري في القدس الشريف من اقتحامات للمصلين في المسجد الأقصى أمر لا يصدقه عقل على مدى الوحشية المستخدمة ضد مواطنين عزل، فلا احترام لمشاعر المسلمين والمصلين، ولا تقدير لحرمة الشهر الفضيل، فهذا ديدنهم بلا أخلاق لا يروعهم قانون، أو دين أو أخلاق؛ فالوحشية مستقرة في العنصر اليهودي المتصهين، وحسب التعاليم التوراتية فهم (الأغيار) والأغيار لا يمنع الدين من قتلهم واستباحتهم.

من شاهد المناظر التلفزيونية في مساء أمس يرى وحشية داعشية من نوع آخر؛ لا رحمة لطفل، أو امرأة، أو شيخ جاء بيت الله من أجل طاعته ورضوانه، مسالم مسلم أمره للباري عز وجل. ويدعو وزير المالية "سومترس" اليوم إلى إطلاق حملة السور الواقي للتخلص من المناضلين والمجاهدين من أجل إنهاء الاحتلال البغيض.

وتدعو القوى المتطرفة دينياً إلى البدء بذبح القرابين في ساحات المسجد الأقصى في عيد الفصح اليهودي 12/5 الشهر الحالي على أساس أنه جبل الهيكل المزعوم.

إن الوضع الحالي في القدس الشريف يستدعي تصرفاً آخر غير الشجب والاستنكار. بقي العرب على ما يزيد عن 75 عامًا وهم يشجبون ويستنكرون، وإسرائيل تتوسع في ضمها للأراضي الفلسطينية وتهويدها. فالقدس بالنسبة لهم هي عاصمة إسرائيل الأبدية والمستوطنات تطوقها من الجهات الأربع بما يزيد عن 250 ألف مستوطنة، والمخطط القادم حسب المعلومات هو هدم المسجد الأقصى وإعادة بناء الهيكل المزعوم، والسعي لتوطين مليون مواطن يهودي في أراضي الضفة الغربية. ويرى "روني بن يشاي" خبير إسرائيل أن التعديلات لإصلاح النظام القضائي هو ضم كامل للمنطقة الواقعة بين البحر الأبيض ونهر الأردن، وعدم إعطاء الجنسية للشعب الفلسطيني في أي حال. وهذا استنادًا لوثيقة صهيونية تحت مسمى (خطة القرار)؛ بحيث يقسم الشعب في الدولة العبرية الى ثلاثة أقسام: محاكم مدنية، محاكم دينية، والمواطن يختار إلى أي محكمة يذهب، وتوجه لفصل عنصري كامل تجاه الشعب الفلسطيني الأعزل. وتسعى إسرائيل حسب هذه الخطة إلى تثبيت الأمر الواقع على الأرض، أما الفلسطينون الذين لا يرغبون بالعيش تحت الولاية الصهيونية، فسوف تقدم لهم إغراءات للهجرة، وفتح مالية. ناهيك أن الضغط على الشعب الفلسطيني سيخلق هجرة طوعية. والفلسطينيون الذين لا يوافقون على المخطط الأول والثاني أمامهم القتل وإنهاء كل مظاهر الرفض بوقت قياسي؛ فالوحشية والقسوة هي الأدوات لتدجين الفلسطينيين وإرضاخهم للقبول أو ترك البلاد، فالأردن كمل يقولون هي دولتهم. وعلى الفلسطينيين أن يفهموا أن ليس لهم خيار الدولة المستقلة. هذا جزء من المخطط المنوي فعله في فلسطين كما كتب، ويؤمن به كل من "بن غفير" و"سموترش" وغيرهم من غلاة الصهيونية الدينية.

والمعلوم أن إسرائيل تريد الهيمنة الكاملة على فلسطين التاريخ (كأرض بلا شعب)، وهي أرض إسرائيل، ناهيك عن اختراق العالم العربي اقتصاديًا وتكنولوجيا من خلال السلام الإبراهيمي أو اتفاقات "أبراهام"، والهيمنة العملية على المنطقة. وكل المؤشرات العملية تدل عن أن هذه المخططات في طريقها للتنفيذ، فماذا أنتم فاعلون يا عرب منذ مدريد 1991؟!. ومخطط السلام لم يحقق شيئاً. هم يكسبون الوقت وإدارة الأزمة وذر الرماد في العيون ولا يقيمون وزنًا لاحد مهما كان شأنه. والإدارة الأمريكية موافقة تمامًا على كل ما يدور، ولا تغرنكم التصريحات من حين لآخر، فالأمر يتطلب نهجاً جديداً وإلا الأسوء قادم لا محالة.
تابعوا الوقائع على