استهلاك 11.5 مليون قطعة مضاد حيوي بالمملكة العام الحالي

استهلاك 11.5 مليون قطعة مضاد حيوي بالمملكة العام الحالي
الوقائع الاخبارية:أكد عضو اللجنة الوطنية للمضادات الحيوية ومستشار العلاج الدوائي السريري للأمراض المعدية، الدكتور ضرار بلعاوي أنه تم استخدام حوالي 11.5 مليون قطعة مضاد حيوي بالمملكة خلال العام الحالي.

وبين في تصريح أنه في العام الماضي تم استخدام 9 ملايين قطعة مضاد حيوي، من أنواع المضادات الحيوية الرئيسة كافة، وبالتالي فإن الاستخدام لهذا العام يشكل زيادة بنسبة 28% عن العام الماضي، كما أن هذه النسبة أكبر من العام 2021-2022 والتي كانت 15%.

وأشار إلى أن زيادة استخدام المضادات الحيوية خلال عام واحد بنسبة 28%، تعتبر كبيرة جداً بالنسبة لعدد سكان المملكة، والأشخاص الذين يزورون العيادات الخارجية، فتقريباً كل شخص استخدم قطعة واحدة من المضاد الحيوي في العام الواحد.

ودعا إلى ضرورة النظر بزيادة هذه الأرقام بشكل جاد، لأنها أرقام كبيرة، علماً أنها تشمل فقط المضادات الحيوية التي تم أخذها في المجتمع من الصيدليات، ولم تشمل التي أعطيت بالمستشفيات، وكانت أغلبها قد أخذت عن طريق الفم، وجزء بسيط جداً منها أي ما يقارب 700 ألف قطعة من المضاد أعطيت بالعضل.

وتصدرت مجموعة الماكروليدات، وفق بلعاوي، كميات الاستهلاك (3 ملايين قطعة)، تليها مجموعة البنيسيلينات الفموية (2.8 مليون قطعة) ومجموعة السيفالوسبورينات الفموية (1.7 مليون قطعة)، أما مجموعة الكوينولونز الفموية فاستهلكت بكمية 750 ألف قطعة.

وقال: «إن خطورة سوء استخدام المضادات الحيوية والإفراط في استهلاكها، ستوصلنا إلى مشكلة مقاومة الميكروبات لهذه المضادات، وهنا نتكلم عن المضادات الحيوية المستخدمة للبكتيريا وليس الفيروسات، فالفيروسات يفضل التعامل معها بمعالجة الأعراض عادة، مع أخذ الأشخاص للقاحات حسب البرنامج الوطني او نصائح المتخصصين (مثل لقاح الانفلونزا والمكورات الرئوية)، وفي الحالات الصعبة فقط يتم استخدام مضادات الفيروسات لها».

أما في حال استخدام المضادات الحيوية للبكتيريا (الجراثيم) فأوضح بلعاوي أن الإفراط فيها أو سوء استخدامها سينشئ سلالات من البكتيريا، ستسبب أمراضا تشبه الفاشيات والجوائح التي تصيب بعض المناطق والدول، بحيث نصل في المستقبل، إذا لم يتم تدارك المشكلة، إلى أن لا يبقى هناك أي مضاد حيوي نستطيع إعطاءه للمرضى بالمستشفيات، بسبب أن البكتيريا ستصبح مقاومة لهذا المضاد.

ولفت إلى أن الدراسات العلمية في الدول كافة باتت أكثر تخوفا في موضوع سوء استخدام المضادات، لأن مقاومة البكتيريا لها ازدادت مؤخرا بشكل ملحوظ، لا سيما في ظل عدم وجود مضادات حيوية جديدة في الأسواق، فهناك شركات أصبحت لا تصنعها بشكل كبير جراء هذه المقاومة وبالتالي عدم جدواها استثمارياً بالنسبة لهذه الشركات.

ونبه بلعاوي إلى أن عدداً كبيراً من الوفيات، التي حدثت خلال جائحة كورونا، كان سببها، ليست الإصابة بالفيروس فقط، إنما لأن هناك مرضى كانوا مصابين بأمراض كالضغط والسكري وغيرها ومناعتهم منخفضة، وبالتالي كانت تصيبهم عدوى بكتيرية ثانوية، وعند إعطائهم مضادات حيوية للبكتيريا، فإن أجسامهم لم تتجاوب معها بسبب تلقيهم خلال السنوات السابقة مضادات حيوية كثيرة، والإفراط في ذلك.

وتابع: إن أغلب الوفيات كانت آنذاك بسبب مقاومة وعدم تجاوب المضادات الحيوية مع العدوى البكتيرية الثانوية، والتي سببت للمرضى التهابات بالرئة أو الجهاز الهضمي أو الكلى، أو أي جهاز بأجسامهم، وبالتالي وفاتهم.

تابعوا الوقائع على