رغم تطوير أدواتها الإجرامية.. عصابات التهريب تفشل في تخطي حدود المملكة
الوقائع الاخبارية:فشلت عصابات تهريب المخدرات القادمة من سورية، فشلا ذريعا في تخطي الحدود
الأردنية، برغم تطويرها لأدواتها الإجرامية، وتلقيها الدعم من جهات
إقليمية، تهدف الى إقلاق راحة الأردنيين، وزعزعة أمنهم الوطني
وقد شهدت الأسابيع الأخيرة، محاولات شرسة لتهريب المخدرات عبر الحدود الشمالية والشرقية للمملكة، نفذتها مجموعات ميليشوية، ضالعة في أعمال التهريب، قادمة من سورية، وتدعمها قوى إقليمية، ما القى بظلال خطرة على انفلاتها، بخاصة وان عمليات مطاردة قوات حرس الحدود لها، والقبض على بعض عناصرها، كشفت عن استخدامهم لأسلحة ومتفجرات متطورة في جرائم التهريب التي يرتكبونها
وفي هذا النطاق، تمكنت القوات المسلحة الأردنية- الجيش العربي، بخاصة قيادة المنطقة العسكرية الشرقية، من إفشال محاولات تسلل العصابات، وهجماتهم المسلحة على الأراضي الأردنية
كما تكشف أعمالهم الإجرامية، سعيهم وسعي من يقف وراءهم إلى تقويض أمن وسلامة البلاد، وقد جوبهت محاولاتهم الفاشلة في عبور الحدود الأردنية بسمومهم، بقوة وحزم، وطبقت في المواجهات قواعد الاشتباك بمنهجيتها الجديدة للقواعد، باحترافية وبلا تردد، والضرب بيد من حديد لكل من تسوّل له نفسه الاعتداء على أراضي المملكة، وتهريب السموم والأسلحة إليها
وقد نفذت عمليات نوعية لقطع دابر هؤلاء المهربين، الذين يقدمون على ارتكاب هذه الأعمال القذرة، في ظل ظروف الحرب الصهيونية الوحشية على قطاع غزة، مستغلين الأحوال الجوية الشتائية على الواجهات الحدودية، لتمرير سمومهم
مصادر عسكرية تحدثت مع "الغد"، حول التجاء هؤلاء المهربين لأساليب جديدة في محاولات التسلل والتهريب، باستخدام المواجهات الجماعية، بدلا من محاولات التهريب الفردية أو بأعداد قليلة، كما كان يفعلون في عمليات سابقة
وقالت المصادر، إنه منذ تغيير منهجية قواعد الاشتباك، التي تتأسس على صعق المتسللين بقوة كبيرة، أدخلت هذه العصابات الإجرامية أسلحة جديدة ومتطورة، سعيا منها الى إدخال سمومها الى الأردن بالقوة، الى جانب استغلالها فصل الشتاء في جرائم التهريب للتسلل أثناء فترات الضباب، أو خلال هطول الأمطار الكثيف في مناطق تعرف بتضاريسها الجبلية، في محاولة منهم لتجنب عمليات المراقبة الحدودية المتواصلة على مدار الساعة عبر أجهزة المراقبة والكاميرات
ولم يقتصر توسيع نشاط هذه العناصر الإجرامية، على استخدام أسلحة متطورة، ومحاولات تهريب كميات كبيرة من المخدرات، بل لجأوا مؤخرا، وفقا للمصادر، إلى العمل على "تجنيد عناصر داعمة لها في داخل الأراضي السورية"، وقد جرى رصد محاولات تهريب "أسلحة ثقيلة إلى تلك العناصر في الداخل" وتأمينهم بالسلاح من الداخل
وأشارت المصادر العسكرية الى أنهم باتوا يعتمدون على نظام "الهجوم الجماعي" أي بأعداد كبيرة لكل مجموعة، وبـ"هجمات عدد عناصرها كل هجمة او متفرقين يصل الى المئات، على طول الواجهة الحدودية الواسعة"
وفي التفاصيل، قالت المصادر أن كل هجمة، أصبحت تضم بين 200 الى 300 عنصر، في مسعى من المشغلين لهم، الى توزيع جهد الوحدات العسكرية للجيش المرابطة على الحدود في التصدي لهم، وإشغالهم في أكثر من نقطة، إذ تتفرق هذه المجموعات في مجموعات أصغر، تضم العشرات في كل منها، وتتوزع هجماتها على طول الواجهات الحدودية الواسعة، الى جانب محاولاتهم ترقب أي مناطق الواجهات الحدودية ذات التغطية القليلة بالحراسات، فيركزون هجمتهم عليها، للعبور والتسلل منها"
وفي هذا السياق أضافت المصادر "في هذه الحالة، لو عبرت مجموعة صغيرة واحدة تشكل خطرا لأنها تكون محملة بكميات كبيرة من المخدرات والأسلحة"
أما بشأن تقنيات الدعم المزودة بها تلك العصابات، فهي "تتمثل في عدة تقنيات، من بينها أجهزة بتقنيات عالية لرصد حالة الطقس على نحو مفّصل ودقيق، بخاصة أن طبيعة الصحراء تختلف من منطقة إلى أخرى، وهذه الأجهزة تحدد حالة الطقس على مسافات قليلة جدا من الأمتار خاصة في حالة الضباب وهذا يوفر عليهم جهدا كبيرا عند الهجوم على الحدود"
ويرابط حرس الحدود بطبيعة الحال على مدار 24 ساعة، لرصد ومراقبة المهربين، وتؤكد المصادر العسكرية ذاتها لـ"الغد"، أنها مستعدة لتطبيق قواعد اشتباك تتناسب وحجم الخطر في كل مرة وأن كل السيناريوهات المحتملة، لتغيير أساليب مواجهة هذه العصابات هي جاهزة، تبعا لأي تطورات
وقالت المصادر "عندما غيرنا قواعد الاشتباك في 2021، اعتمدت العصابات أساليب جديدة منها استخدام الأسلحة، ومن بعدها قامت هذه العصابات ببناء حواضن تحصنها في الداخل وأدخلوا لها السلاح. بالتأكيد في حال، فشلوا في هذه الأساليب سيسعون إلى تغييرها ونحن بطبيعة الحال جاهزون لأي نوع من المواجهات"
وأكد رئيس هيئة الأركان المشتركة اللواء الركن يوسف الحنيطي، في تصريحات مؤخرا، على استخدام جميع الإمكانات والقدرات والموارد كافة لدى القوات المسلحة، لمنع عمليات التسلل والتهريب والتصدي لها بالقوة، للحفاظ على أمن الوطن واستقراره وسلامة مواطنيه، وملاحقة كل من ينوي العبث بمقدراته
وشدّد الحنيطي، على أن القوات المسلحة مستمرة وماضية وحازمة في منع هذه العمليات ومواجهة جميع أشكال التهديد على الواجهات الحدودية، وملاحقة المجموعات المسلحة التي تقف وراءها، لحماية الوطن ومقدراته ومنع كل من يحاول العبث بأمنه واستقراره، وذلك خلال متابعته مجريات العملية النوعية التي جرت على واجهة المنطقة العسكرية الشرقية مساء الاثنين، مؤكدا أن القوات المسلحة ستقف بالمرصاد أمام كل من تسوّل له نفسه المساس بالأمن الوطني الأردني
وتحدث الناطق الرسمي باسم الحكومة د. مهند مبيضين في تصريحات صحفية مؤخرا، أن "ميليشيات تخوض حربا مع القوات المسلحة الأردنية على الحدود"، مدعومة بقوى إقليمية، وأن الأردن يخوض حربا نيابة عن دول المنطقة
وأبلغ الأردن في وقت سابق "إيران"، بضرورة وقف عمليات التهريب من ميليشياتها بسورية"، وفقا لتصريحات صحفية للوزير المبيضين الى قناة العربية، مشيرا إلى أن آخر تواصل كان لوزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي مع نظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان، تخلله حديث عن موضوع تهريب المخدرات، مع تأكيد موقف الأردن المتشدد ضد هذه العمليات، التي قال الصفدي إنها كانت "ضمن مناطق خاضعة للميليشيات الإيرانية"
من جهته، بين الخبير العسكري في عمليات أمن الحدود العميد المتقاعد محمد سليم السحيم، إنه يغلب على المناطق الحدودية الشمالية والشرقية، الطابع الصحراوي، وتعتبر أراضي مفتوحة نوعاً ما، تتخللها جبال بسيطة وأودية، لا تعتبر مانعا أمام الآليات والأشخاص، وتحدد حركة الآليات في منطقة الحَرة (منطقة يكثر فيها الحصى الأسود)، وهي تعتبر مانعا الا عبر الطرق العرضية والطولية
وأضاف السحيم، ان حالات الطقس السيئة والضباب خلال فصل الشتاء، من المعضلات الرئيسة التي تؤثر على مدى الرؤية الأفقية في هذة المناطق، والذي يحاول المهربون والإرهابيون استغلالها، لكن المتابع لعمليات القوات المسلحة السابقة والتي نفذتها في الآونة الاخيرة، فإنها جاء خلال ظروف طقسية سيئة، فالقوات المسلحة لديها خطط بديلة وإجراءات عملياتية، لتغطية الاحتمالات والسيناريوهات كافة، ما أدى لاحباطها لعمليات التهريب كافة، بغض النظر عن حالة الطقس
وقال، إن لدى القوات المسلحة قدرات عملياتية وإدارية كبيرة، بالإضافة إلى منظومة حرس حدود، مقرونة بنظام سيطرة واتصالات مزودة بكاميرات واشعة تحت حمراء، ذات قدرة عالية على المناورة براً وجواً، لتغطي مناطق المسؤولية كاملة
وبين السحيم، ان القوات المسلحة تعتمد على ردة فعل بقدرات عملياتية موازية لحجم التهديد، ولا تستخدم القوة المفرطة، وما تقوم به ضد هذه المجموعات عبارة عن عمليات جراحية دقيقة جدا، وتحتفظ دائما باحتياط تكتيكي وإستراتيجي بغطاء جوي عند الحاجة
وأشار أن لدى القوات المسلحة القدرة على الاستجابة والمرونة في تغيير المهام، إذا ما شعرت بأي تهديد، وهذا واضح اثناء العملية الاخيرة، بحيث اتبعت خطة محكمة بحرمان المجموعات الإرهابية من الاقتراب من الحد الدولي، والتعامل معها خارج الحدود الدولية، ضمن خطوط وهمية تتعامل عبرها بالنيران كما لديها القدرة على استخدام سلاح الجو للتعامل مع المخابئ الرئيسة، وأماكن انطلاق هذة المجموعات خارج اراضينا بضربات استباقية وكما حدث بالعملية الأخيرة
وقال السحيم، انه يبدو أن ما يحدث الآن على الواجهة الشمالية الشرقية، تجاوز مرحلة التهريب العادي التقليدي والتسلل الفردي، وبات واضحاً أن هناك مخططا كبيرا لزعزعة أمن واستقرار الأردن، وهذا ملاحظ من كميات الاسلحة والمخدرات المضبوطة في العمليات الأخيرة
وأضاف، ان التطور في طريقة وعملية وحجم التهريب واعداد المهربين واستخدام طائرات مسيرة، وتقنيات حديثة هي عمليات نوعية جديدة لا يمكن ان يقوم به مهربون عاديون، وليس لهم القدرة على ذلك، بل وجود منظمات إرهابية داعمة من جهات دولية، وذات قدرات عالية في هكذا النوع من العمليات
وبين السحيم، ان أكبر مزارع ومصانع المخدرات موجودة في لبنان وسورية تديرها عصابات وجماعات إرهابية، وعلى رأسها حزب الله اللبناني ومحمية من حكومات هذه الدول. كما تتوفر مصانع اسلحة في المناطق السورية والخارجة عن سيطرة الحكومات مثل منطقة البوكمال على الحدود السورية العراقية
وزاد، ان أغلب مهرّبي السلاح والمخدرات يعتمدون على ابناء القرى الحدودية والخارجين عن القانون مقابل مبالغ مالية، وتكون المهمة الرئيسة استقبال المهربات وتخزينها ونقلها لمناطق أخرى متفق عليها وتحت حراسة مسلحة. يزيد عدد افرادها حسب الكمية ويتجاوز عدد طاقم الحراسة أحيانا 50 شخصا مسلحين باسلحة أوتوماتيكية ورشاشات متوسطة وأجهزة رؤية ليلية
وقال السحيم، إن التهديدات والتحديات كبيرة جدا، والسيطرة على الحدود ليس بالأمر السهل في كل دول العالم، والتهريب قديم منذ الأزل، ولكن الخطورة تكمن في نوعية التهريب والهدف والانفلات الأمني في الدول المجاورة، ما جعل المشهد اليوم يبدو أكثر خطورة على الحدود الشمالية والشرقية
وبين أن لدى القوات المسلحة، قدرة عالية على التكيف مع التهديدات والتحديات بأسلحة نوعية، ومعدات وتقنيات متقدمة وقوات مدربة، تمتلك القدرة على الحركة والمناورة، لصد أي عدوان خارجي مهما كان حجمه وامكانيته
من جهته، قال العميد المتقاعد حسن فهد أبوزيد، إن ما يحدث في الحدود الشمالية الأردنية وتحديدا على الحد السوري الأردني، ليس وليد الساعة بل بدأ وأخذ يزداد يوما بعد يوم منذ الأحداث التي حصلت في سورية، منذ نحو 11 عاما تقريبا، وذلك بسبب فقدان السيطرة على الحد السوري نتيجة للأوضاع السائدة في ذلك الوقت، ما جعل الأردن يقوم بمهمة مراقبة الحدود من طرف واحد، وبجهد مضاعف لمنع عمليات التهريب للأردن، فكان التحدي كبيرا وكبيرا جدا لقوات حرس الحدود، وفي كل محاولة للتهريب يجري التصدي بكل قوة إلى حد الاشتباك المسلح مع هذه العصابات
وأضاف أبو زيد، أنه كانت البدايات لجماعات محدودة إلى حد ما تقوم بتهريب كميات ليست بالقليلة، وتستخدم في نقلها وسائل بسيطة، كحملها على الدواب، أو حملها عن طريق الأفراد، بعد ذلك وخلال سنوات الأحداث في الجانب السوري، تطورت عمليات التهريب وازدادت هذه الجماعات بالعشرات، وتنوعت المواد المنوي تهريبها إلى الأردن من سموم المخدرات والحشيش والكوكائين، وغيرها من المواد الممنوعة السامة
وبين أن ذلك رتب على قوات حرس الحدود الأردنية، أن تعيد طرائق مراقبتها للحدود على مدار الساعة ليلا ونهارا، بواسطة كاميرات مراقبة دقيقة وحديثة، تتناسب وحجم هذه المجموعات التي تزداد شيئا فشيئا، والتي أصبحت أكثر تطورا في عملية النقل (أي بالكم والنوع والوسيلة)، وللتصدي لهؤلاء، يجري تكثيف وانتشار قوات حرس الحدود على طول الحدود السورية الأردنية الشمالية والشرقية، والتي تتجاوز الـ300 كم تقريبا
ولفت أبو زيد إلى أنه وعبر جمع المعلومات الأولية حول هذه المجموعات، اشتركت في جمعها جهات أمنية من مخابرات ووحدة مكافة المخدرات، تبين أن هذه المجموعات أصبحت على شكل عصابات أكثر تنظيما، وذات تسليح متطور، وتستخدم بعض الوسائل الحديثة في التهريب لنقل البضائع (كالطيارات المسيرة)، وآليات الدفع الرباعي والمسلحة باسلحة متنوعة إلى جانب تزويدها بأجهزة رؤية ليلية
وأشار إلى أن المتابعة الحثيثة لما يجري لدى هذه العصابات، بين أن جهات متعددة تقوم على تنظيمها، تعود إلى ميليشيات مسلحة مدعومة من جهات أخرى أكثر تنظيما وتسليحا، تمولها وتدعمها، بعد أن تجاوزت ما كانت عليه سابقا كمجموعات فردية
وأوضح ان هذه العصابات، لا تهدف إلى تهريب المخدرات والسموم فقط، بل وإلى ضرب الأمن الوطني والقومي الأردني، وهو ما تتبناه بعض الحركات الإرهابية، وتعمل جنبا إلى جنب مع عصابات المهربين
ومن اللافت لهذه العمليات، وفق أبو زيد، أن العصابات رفعت وتيرة نشاطها مؤخرا، بخاصة في ظل ظروف الطقس، إذ تستغل حلول الشتاء والأجواء المتقلبة بالأمطار والغيوم، وبذلك تتجه إلى توسيع أنشطتها على الواجهات الحدودية الى حد ما، مستغلة هذه الأوضاع لصالحهم في التهريب وغيره
وزاد، ان هذا الوضع تطلب من الجيش وقوات حرس الحدود، بخاصة بعد التوسع في الكم والنوع والوسائل الحديثة التي يستخدمها المهربون وعصاباتهم المسلحة، وبعد استشهاد بعض من أفراد حرس الحدود، اتخاذ إجراءات أكثر صرامة ورادعة، فجرى تغيير قواعد الاشتباك التي اشتملت على إشراك سلاح الجو الملكي، وقوات الدعم السريع، والطائرات المسيرة الاستطلاعية المزودة بأحدث أجهزة الرصد والمراقبة والاسلحة المناسبة
من جانب آخر، بين أبو زيد، جرى التنسيق على أعلى المستويات بين الأجهزة الأمنية والاستخبارية بين مديري المخابرات وأفراد الأمن من كلا الجانبين الأردني والسوري، للاتفاق على القضاء على هذه الظاهرة التي أصبحت مصدر قلق للجانبين
لكن، وفق أبو زيد، فإن هذه التنسيقات لم تثبت فعاليتها او نجاعتها كما هو مطلوب، بخاصة من الجانب الآخر، لذا جرى تطوير كل وسائل المواجهة من الجيش، للحيلولة والحد من هذه العصابات، وغيرها بكل حزم، ما أسفر عن افشال محاولاتها من تجاوز الحدود، وجرى الاشتباك معها وفق القواعد الجديدة، فقتل عدد من عناصر هذه العصابات، وقبض على مجموعات أخرى منهم
ولفت إلى أن قوات حرس الحدود حرصت على القبض على المتورطين احياء، للحصول على كثير من المعلومات ومن يدعمهم ويمدهم بالسلاح، وما هي الجهات التي تقوم بذلك، واعتقد بانه هناك كما هائلا من المعلومات موجودة الآن لدى الجيش وقواته الامنية والتي ستخبرنا بها الايام المقبلة، ستكون مليئة بالمفاجآت التي تجعل قوات حرس الحدود والأجهزة الأخرى، على أهبة الاستعداد دوما، لتلقين كل من تسول له نفسه باختراق حدودنا السيادية وهذا بالتأكيد سيوصل هذه الأجهزة العسكرية المشتركة، إلى الجهات في الداخل والتي تتلقى بعضا من هذه المهربات، ممن يتعاملون مع هؤلاء المجرمين، ومن ثم تقديمهم إلى العدالة
وقد شهدت الأسابيع الأخيرة، محاولات شرسة لتهريب المخدرات عبر الحدود الشمالية والشرقية للمملكة، نفذتها مجموعات ميليشوية، ضالعة في أعمال التهريب، قادمة من سورية، وتدعمها قوى إقليمية، ما القى بظلال خطرة على انفلاتها، بخاصة وان عمليات مطاردة قوات حرس الحدود لها، والقبض على بعض عناصرها، كشفت عن استخدامهم لأسلحة ومتفجرات متطورة في جرائم التهريب التي يرتكبونها
وفي هذا النطاق، تمكنت القوات المسلحة الأردنية- الجيش العربي، بخاصة قيادة المنطقة العسكرية الشرقية، من إفشال محاولات تسلل العصابات، وهجماتهم المسلحة على الأراضي الأردنية
كما تكشف أعمالهم الإجرامية، سعيهم وسعي من يقف وراءهم إلى تقويض أمن وسلامة البلاد، وقد جوبهت محاولاتهم الفاشلة في عبور الحدود الأردنية بسمومهم، بقوة وحزم، وطبقت في المواجهات قواعد الاشتباك بمنهجيتها الجديدة للقواعد، باحترافية وبلا تردد، والضرب بيد من حديد لكل من تسوّل له نفسه الاعتداء على أراضي المملكة، وتهريب السموم والأسلحة إليها
وقد نفذت عمليات نوعية لقطع دابر هؤلاء المهربين، الذين يقدمون على ارتكاب هذه الأعمال القذرة، في ظل ظروف الحرب الصهيونية الوحشية على قطاع غزة، مستغلين الأحوال الجوية الشتائية على الواجهات الحدودية، لتمرير سمومهم
مصادر عسكرية تحدثت مع "الغد"، حول التجاء هؤلاء المهربين لأساليب جديدة في محاولات التسلل والتهريب، باستخدام المواجهات الجماعية، بدلا من محاولات التهريب الفردية أو بأعداد قليلة، كما كان يفعلون في عمليات سابقة
وقالت المصادر، إنه منذ تغيير منهجية قواعد الاشتباك، التي تتأسس على صعق المتسللين بقوة كبيرة، أدخلت هذه العصابات الإجرامية أسلحة جديدة ومتطورة، سعيا منها الى إدخال سمومها الى الأردن بالقوة، الى جانب استغلالها فصل الشتاء في جرائم التهريب للتسلل أثناء فترات الضباب، أو خلال هطول الأمطار الكثيف في مناطق تعرف بتضاريسها الجبلية، في محاولة منهم لتجنب عمليات المراقبة الحدودية المتواصلة على مدار الساعة عبر أجهزة المراقبة والكاميرات
ولم يقتصر توسيع نشاط هذه العناصر الإجرامية، على استخدام أسلحة متطورة، ومحاولات تهريب كميات كبيرة من المخدرات، بل لجأوا مؤخرا، وفقا للمصادر، إلى العمل على "تجنيد عناصر داعمة لها في داخل الأراضي السورية"، وقد جرى رصد محاولات تهريب "أسلحة ثقيلة إلى تلك العناصر في الداخل" وتأمينهم بالسلاح من الداخل
وأشارت المصادر العسكرية الى أنهم باتوا يعتمدون على نظام "الهجوم الجماعي" أي بأعداد كبيرة لكل مجموعة، وبـ"هجمات عدد عناصرها كل هجمة او متفرقين يصل الى المئات، على طول الواجهة الحدودية الواسعة"
وفي التفاصيل، قالت المصادر أن كل هجمة، أصبحت تضم بين 200 الى 300 عنصر، في مسعى من المشغلين لهم، الى توزيع جهد الوحدات العسكرية للجيش المرابطة على الحدود في التصدي لهم، وإشغالهم في أكثر من نقطة، إذ تتفرق هذه المجموعات في مجموعات أصغر، تضم العشرات في كل منها، وتتوزع هجماتها على طول الواجهات الحدودية الواسعة، الى جانب محاولاتهم ترقب أي مناطق الواجهات الحدودية ذات التغطية القليلة بالحراسات، فيركزون هجمتهم عليها، للعبور والتسلل منها"
وفي هذا السياق أضافت المصادر "في هذه الحالة، لو عبرت مجموعة صغيرة واحدة تشكل خطرا لأنها تكون محملة بكميات كبيرة من المخدرات والأسلحة"
أما بشأن تقنيات الدعم المزودة بها تلك العصابات، فهي "تتمثل في عدة تقنيات، من بينها أجهزة بتقنيات عالية لرصد حالة الطقس على نحو مفّصل ودقيق، بخاصة أن طبيعة الصحراء تختلف من منطقة إلى أخرى، وهذه الأجهزة تحدد حالة الطقس على مسافات قليلة جدا من الأمتار خاصة في حالة الضباب وهذا يوفر عليهم جهدا كبيرا عند الهجوم على الحدود"
ويرابط حرس الحدود بطبيعة الحال على مدار 24 ساعة، لرصد ومراقبة المهربين، وتؤكد المصادر العسكرية ذاتها لـ"الغد"، أنها مستعدة لتطبيق قواعد اشتباك تتناسب وحجم الخطر في كل مرة وأن كل السيناريوهات المحتملة، لتغيير أساليب مواجهة هذه العصابات هي جاهزة، تبعا لأي تطورات
وقالت المصادر "عندما غيرنا قواعد الاشتباك في 2021، اعتمدت العصابات أساليب جديدة منها استخدام الأسلحة، ومن بعدها قامت هذه العصابات ببناء حواضن تحصنها في الداخل وأدخلوا لها السلاح. بالتأكيد في حال، فشلوا في هذه الأساليب سيسعون إلى تغييرها ونحن بطبيعة الحال جاهزون لأي نوع من المواجهات"
وأكد رئيس هيئة الأركان المشتركة اللواء الركن يوسف الحنيطي، في تصريحات مؤخرا، على استخدام جميع الإمكانات والقدرات والموارد كافة لدى القوات المسلحة، لمنع عمليات التسلل والتهريب والتصدي لها بالقوة، للحفاظ على أمن الوطن واستقراره وسلامة مواطنيه، وملاحقة كل من ينوي العبث بمقدراته
وشدّد الحنيطي، على أن القوات المسلحة مستمرة وماضية وحازمة في منع هذه العمليات ومواجهة جميع أشكال التهديد على الواجهات الحدودية، وملاحقة المجموعات المسلحة التي تقف وراءها، لحماية الوطن ومقدراته ومنع كل من يحاول العبث بأمنه واستقراره، وذلك خلال متابعته مجريات العملية النوعية التي جرت على واجهة المنطقة العسكرية الشرقية مساء الاثنين، مؤكدا أن القوات المسلحة ستقف بالمرصاد أمام كل من تسوّل له نفسه المساس بالأمن الوطني الأردني
وتحدث الناطق الرسمي باسم الحكومة د. مهند مبيضين في تصريحات صحفية مؤخرا، أن "ميليشيات تخوض حربا مع القوات المسلحة الأردنية على الحدود"، مدعومة بقوى إقليمية، وأن الأردن يخوض حربا نيابة عن دول المنطقة
وأبلغ الأردن في وقت سابق "إيران"، بضرورة وقف عمليات التهريب من ميليشياتها بسورية"، وفقا لتصريحات صحفية للوزير المبيضين الى قناة العربية، مشيرا إلى أن آخر تواصل كان لوزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي مع نظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان، تخلله حديث عن موضوع تهريب المخدرات، مع تأكيد موقف الأردن المتشدد ضد هذه العمليات، التي قال الصفدي إنها كانت "ضمن مناطق خاضعة للميليشيات الإيرانية"
من جهته، بين الخبير العسكري في عمليات أمن الحدود العميد المتقاعد محمد سليم السحيم، إنه يغلب على المناطق الحدودية الشمالية والشرقية، الطابع الصحراوي، وتعتبر أراضي مفتوحة نوعاً ما، تتخللها جبال بسيطة وأودية، لا تعتبر مانعا أمام الآليات والأشخاص، وتحدد حركة الآليات في منطقة الحَرة (منطقة يكثر فيها الحصى الأسود)، وهي تعتبر مانعا الا عبر الطرق العرضية والطولية
وأضاف السحيم، ان حالات الطقس السيئة والضباب خلال فصل الشتاء، من المعضلات الرئيسة التي تؤثر على مدى الرؤية الأفقية في هذة المناطق، والذي يحاول المهربون والإرهابيون استغلالها، لكن المتابع لعمليات القوات المسلحة السابقة والتي نفذتها في الآونة الاخيرة، فإنها جاء خلال ظروف طقسية سيئة، فالقوات المسلحة لديها خطط بديلة وإجراءات عملياتية، لتغطية الاحتمالات والسيناريوهات كافة، ما أدى لاحباطها لعمليات التهريب كافة، بغض النظر عن حالة الطقس
وقال، إن لدى القوات المسلحة قدرات عملياتية وإدارية كبيرة، بالإضافة إلى منظومة حرس حدود، مقرونة بنظام سيطرة واتصالات مزودة بكاميرات واشعة تحت حمراء، ذات قدرة عالية على المناورة براً وجواً، لتغطي مناطق المسؤولية كاملة
وبين السحيم، ان القوات المسلحة تعتمد على ردة فعل بقدرات عملياتية موازية لحجم التهديد، ولا تستخدم القوة المفرطة، وما تقوم به ضد هذه المجموعات عبارة عن عمليات جراحية دقيقة جدا، وتحتفظ دائما باحتياط تكتيكي وإستراتيجي بغطاء جوي عند الحاجة
وأشار أن لدى القوات المسلحة القدرة على الاستجابة والمرونة في تغيير المهام، إذا ما شعرت بأي تهديد، وهذا واضح اثناء العملية الاخيرة، بحيث اتبعت خطة محكمة بحرمان المجموعات الإرهابية من الاقتراب من الحد الدولي، والتعامل معها خارج الحدود الدولية، ضمن خطوط وهمية تتعامل عبرها بالنيران كما لديها القدرة على استخدام سلاح الجو للتعامل مع المخابئ الرئيسة، وأماكن انطلاق هذة المجموعات خارج اراضينا بضربات استباقية وكما حدث بالعملية الأخيرة
وقال السحيم، انه يبدو أن ما يحدث الآن على الواجهة الشمالية الشرقية، تجاوز مرحلة التهريب العادي التقليدي والتسلل الفردي، وبات واضحاً أن هناك مخططا كبيرا لزعزعة أمن واستقرار الأردن، وهذا ملاحظ من كميات الاسلحة والمخدرات المضبوطة في العمليات الأخيرة
وأضاف، ان التطور في طريقة وعملية وحجم التهريب واعداد المهربين واستخدام طائرات مسيرة، وتقنيات حديثة هي عمليات نوعية جديدة لا يمكن ان يقوم به مهربون عاديون، وليس لهم القدرة على ذلك، بل وجود منظمات إرهابية داعمة من جهات دولية، وذات قدرات عالية في هكذا النوع من العمليات
وبين السحيم، ان أكبر مزارع ومصانع المخدرات موجودة في لبنان وسورية تديرها عصابات وجماعات إرهابية، وعلى رأسها حزب الله اللبناني ومحمية من حكومات هذه الدول. كما تتوفر مصانع اسلحة في المناطق السورية والخارجة عن سيطرة الحكومات مثل منطقة البوكمال على الحدود السورية العراقية
وزاد، ان أغلب مهرّبي السلاح والمخدرات يعتمدون على ابناء القرى الحدودية والخارجين عن القانون مقابل مبالغ مالية، وتكون المهمة الرئيسة استقبال المهربات وتخزينها ونقلها لمناطق أخرى متفق عليها وتحت حراسة مسلحة. يزيد عدد افرادها حسب الكمية ويتجاوز عدد طاقم الحراسة أحيانا 50 شخصا مسلحين باسلحة أوتوماتيكية ورشاشات متوسطة وأجهزة رؤية ليلية
وقال السحيم، إن التهديدات والتحديات كبيرة جدا، والسيطرة على الحدود ليس بالأمر السهل في كل دول العالم، والتهريب قديم منذ الأزل، ولكن الخطورة تكمن في نوعية التهريب والهدف والانفلات الأمني في الدول المجاورة، ما جعل المشهد اليوم يبدو أكثر خطورة على الحدود الشمالية والشرقية
وبين أن لدى القوات المسلحة، قدرة عالية على التكيف مع التهديدات والتحديات بأسلحة نوعية، ومعدات وتقنيات متقدمة وقوات مدربة، تمتلك القدرة على الحركة والمناورة، لصد أي عدوان خارجي مهما كان حجمه وامكانيته
من جهته، قال العميد المتقاعد حسن فهد أبوزيد، إن ما يحدث في الحدود الشمالية الأردنية وتحديدا على الحد السوري الأردني، ليس وليد الساعة بل بدأ وأخذ يزداد يوما بعد يوم منذ الأحداث التي حصلت في سورية، منذ نحو 11 عاما تقريبا، وذلك بسبب فقدان السيطرة على الحد السوري نتيجة للأوضاع السائدة في ذلك الوقت، ما جعل الأردن يقوم بمهمة مراقبة الحدود من طرف واحد، وبجهد مضاعف لمنع عمليات التهريب للأردن، فكان التحدي كبيرا وكبيرا جدا لقوات حرس الحدود، وفي كل محاولة للتهريب يجري التصدي بكل قوة إلى حد الاشتباك المسلح مع هذه العصابات
وأضاف أبو زيد، أنه كانت البدايات لجماعات محدودة إلى حد ما تقوم بتهريب كميات ليست بالقليلة، وتستخدم في نقلها وسائل بسيطة، كحملها على الدواب، أو حملها عن طريق الأفراد، بعد ذلك وخلال سنوات الأحداث في الجانب السوري، تطورت عمليات التهريب وازدادت هذه الجماعات بالعشرات، وتنوعت المواد المنوي تهريبها إلى الأردن من سموم المخدرات والحشيش والكوكائين، وغيرها من المواد الممنوعة السامة
وبين أن ذلك رتب على قوات حرس الحدود الأردنية، أن تعيد طرائق مراقبتها للحدود على مدار الساعة ليلا ونهارا، بواسطة كاميرات مراقبة دقيقة وحديثة، تتناسب وحجم هذه المجموعات التي تزداد شيئا فشيئا، والتي أصبحت أكثر تطورا في عملية النقل (أي بالكم والنوع والوسيلة)، وللتصدي لهؤلاء، يجري تكثيف وانتشار قوات حرس الحدود على طول الحدود السورية الأردنية الشمالية والشرقية، والتي تتجاوز الـ300 كم تقريبا
ولفت أبو زيد إلى أنه وعبر جمع المعلومات الأولية حول هذه المجموعات، اشتركت في جمعها جهات أمنية من مخابرات ووحدة مكافة المخدرات، تبين أن هذه المجموعات أصبحت على شكل عصابات أكثر تنظيما، وذات تسليح متطور، وتستخدم بعض الوسائل الحديثة في التهريب لنقل البضائع (كالطيارات المسيرة)، وآليات الدفع الرباعي والمسلحة باسلحة متنوعة إلى جانب تزويدها بأجهزة رؤية ليلية
وأشار إلى أن المتابعة الحثيثة لما يجري لدى هذه العصابات، بين أن جهات متعددة تقوم على تنظيمها، تعود إلى ميليشيات مسلحة مدعومة من جهات أخرى أكثر تنظيما وتسليحا، تمولها وتدعمها، بعد أن تجاوزت ما كانت عليه سابقا كمجموعات فردية
وأوضح ان هذه العصابات، لا تهدف إلى تهريب المخدرات والسموم فقط، بل وإلى ضرب الأمن الوطني والقومي الأردني، وهو ما تتبناه بعض الحركات الإرهابية، وتعمل جنبا إلى جنب مع عصابات المهربين
ومن اللافت لهذه العمليات، وفق أبو زيد، أن العصابات رفعت وتيرة نشاطها مؤخرا، بخاصة في ظل ظروف الطقس، إذ تستغل حلول الشتاء والأجواء المتقلبة بالأمطار والغيوم، وبذلك تتجه إلى توسيع أنشطتها على الواجهات الحدودية الى حد ما، مستغلة هذه الأوضاع لصالحهم في التهريب وغيره
وزاد، ان هذا الوضع تطلب من الجيش وقوات حرس الحدود، بخاصة بعد التوسع في الكم والنوع والوسائل الحديثة التي يستخدمها المهربون وعصاباتهم المسلحة، وبعد استشهاد بعض من أفراد حرس الحدود، اتخاذ إجراءات أكثر صرامة ورادعة، فجرى تغيير قواعد الاشتباك التي اشتملت على إشراك سلاح الجو الملكي، وقوات الدعم السريع، والطائرات المسيرة الاستطلاعية المزودة بأحدث أجهزة الرصد والمراقبة والاسلحة المناسبة
من جانب آخر، بين أبو زيد، جرى التنسيق على أعلى المستويات بين الأجهزة الأمنية والاستخبارية بين مديري المخابرات وأفراد الأمن من كلا الجانبين الأردني والسوري، للاتفاق على القضاء على هذه الظاهرة التي أصبحت مصدر قلق للجانبين
لكن، وفق أبو زيد، فإن هذه التنسيقات لم تثبت فعاليتها او نجاعتها كما هو مطلوب، بخاصة من الجانب الآخر، لذا جرى تطوير كل وسائل المواجهة من الجيش، للحيلولة والحد من هذه العصابات، وغيرها بكل حزم، ما أسفر عن افشال محاولاتها من تجاوز الحدود، وجرى الاشتباك معها وفق القواعد الجديدة، فقتل عدد من عناصر هذه العصابات، وقبض على مجموعات أخرى منهم
ولفت إلى أن قوات حرس الحدود حرصت على القبض على المتورطين احياء، للحصول على كثير من المعلومات ومن يدعمهم ويمدهم بالسلاح، وما هي الجهات التي تقوم بذلك، واعتقد بانه هناك كما هائلا من المعلومات موجودة الآن لدى الجيش وقواته الامنية والتي ستخبرنا بها الايام المقبلة، ستكون مليئة بالمفاجآت التي تجعل قوات حرس الحدود والأجهزة الأخرى، على أهبة الاستعداد دوما، لتلقين كل من تسول له نفسه باختراق حدودنا السيادية وهذا بالتأكيد سيوصل هذه الأجهزة العسكرية المشتركة، إلى الجهات في الداخل والتي تتلقى بعضا من هذه المهربات، ممن يتعاملون مع هؤلاء المجرمين، ومن ثم تقديمهم إلى العدالة