"صفقة" نتنياهو تجهز على جهود الوسطاء بغزة.. وحماس ترفضها
الوقائع الاخبارية : لم يأت رئيس حكومة الاحتلال، "بنيامين نتنياهو"، بجديد في مقترحه الذي يستهدف إطالة أمد الحرب ضد قطاع غزة مقابل الاكتفاء "بتهدئة جزئية" لضمان تبادل الأسرى فقط، بالتزامن مع مناقشة إمكانية فرض حكم عسكري مؤقت في شمال القطاع عقب فشل خطة منح العشائر الفلسطينية زمام السيطرة، وهو الأمر الذي رفضته المقاومة الفلسطينية.
وبالرغم من أن تصريحات "نتنياهو" لم تختلف بشكل كبير عما تحدث به سابقا بشأن شروطه للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، لكنها تأتي وسط جمود مفاوضات تبادل الأسرى بعد وصولها لطريق مسدود بسبب عراقيل الاحتلال، مما قد يمثل انتكاسة حقيقية لجهود الوسطاء لإنهاء العدوان المتواصل ضد قطاع غزة.
وقد بات جدوى المقترح الأميركي لإنهاء الحرب موضع شك، في ظل تصريحات "نتنياهو" التي أثارت ضجة كبيرة ضمن أوساط عائلات الأسرى لدى المقاومة الفلسطينية، والتي أعلنت عن تظاهرة شعبية احتجاجية ضخمة بعد غد الخميس.
في حين رفضت حركة "حماس" تصريحات "نتنياهو" التي تحدث فيها عن استعداده للموافقة على اتفاق وقف إطلاق نار "جزئي" لا ينهي الحرب، مؤكدا الالتزام بمواصلة العدوان على قطاع غزة بعد التوقف، من أجل استكمال هدف القضاء على حماس"، وفق مزاعمه.
وقال "نتنياهو" في تصريحاته، وفق القناة 14 الصهيونية المؤيدة له، إنه "مستعد لعقد صفقة جزئية ستعيد إليه بعض الأشخاص"، في إشارة للأسرى، لكنه أكد التزامه "بمواصلة الحرب بعد توقف، من أجل استكمال هدف القضاء على حماس، ولن يتخلى عن ذلك، وفق قوله.
وتتناقض تعليقات "نتنياهو" بشكل حاد مع الخطوط العريضة للاتفاق التي أعلنها الرئيس الأميركي جو بايدن أواخر الشهر الماضي، وربما قد تؤدي إلى زيادة توتر علاقات الكيان المُحتل مع الولايات المتحدة، في ظل التحذيرات الإقليمية والدولية من اتساع رقّعة الصراع.
واعتبرت أوساط سياسية صهيونية أن "نتنياهو" بذلك قد تراجع عن المقترح الذي وافق عليه "مجلس الحرب" والذي تحدث عنه الرئيس "بايدن" في خطابه، وذلك حينما أعرب عن استعداده لصفقة جزئية لإعادة بعض الأسرى قبل استئناف الحرب من جديد.
ورأت تلك الأوساط نفسها أن تصريحات "نتنياهو" تلحق بضرر كبير لاحتمال التوصل إلى صفقة، كما تنسف مفاوضات التهدئة ووقف إطلاق النار.
في حين أصدرت عائلات الأسرى لدى المقاومة بيانا استنكرت فيه بشدة تراجع ""نتنياهو" عن مقترح صفقة تبادل الأسرى مع حركة "حماس"، معتبرة أنه يتخلى بذلك عن أسراهم.
من جانبها، أكدت "حماس" أن إصرارها على أن يتضمن أي اتفاق تأكيدا واضحا على وقف دائم لإطلاق النار وانسحابا كاملا من غزة كان لا بد منه لمواجهة "مراوغات نتنياهو"، وذلك في معرض ردّها على تصريحاته الأخيرة.
وقالت "حماس"، في تصريح لها أمس، إن الموقف الذي عبّر عنه "نتنياهو"، والذي يؤكد فيه استمراره في حرب الإبادة ضد المدنيين العزل في قطاع غزة، وأنه يستهدف اتفاقا جزئيا يستعيد من خلاله عددا من الأسرى فقط؛ ويستأنف الحرب بعدها، هو تأكيد جلِيّ على رفضه قرار مجلس الأمن الأخير، ومقترحات الرئيس "بايدن"، على عكس ما حاولت الإدارة الأمريكية تسويقه، عن موافقة مزعومة من الاحتلال".
وأضافت إن إصرار "حماس" على أن يتضمن أي اتفاق؛ تأكيدا واضحا على وقف دائم لإطلاق النار، وانسحاب كامل من قطاع غزة كان ضرورة لا بد منها لقطع الطريق على محاولات نتنياهو المراوغة والخداع وإدامة العدوان وحرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني".
ودعت المجتمع الدولي والدول الفاعلة للعمل بشكل حثيث على حمل حكومة الاحتلال على وقف حربها ضد الشعب الفلسطيني، مطالبة الإدارة الأمريكية باتخاذ قرار واضح، بوقف دعمها الإبادة الشاملة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في القطاع، ورفع الغطاء عن الاحتلال وجرائمه التي تجعل من واشنطن شريكا أساسيا في ارتكابها.
وكان "نتنياهو" قد أوضح في تصريحاته أيضا، أن خطة الاحتلال لما بعد العملية العسكرية في رفح ليست وقفا كاملا للحرب، وذلك أمام هدف القضاء على القدرات العسكرية والحكومية لحماس، وهذا لا يمكن أن يتم إلا بعملية على الأرض.
وأشار إلى أن خطة الاحتلال لإنشاء إدارة مدنية بالتعاون مع فلسطينيين محليين، مؤكدا أن إعادة الاستيطان إلى غزة ليس أمرا واقعيا.
في حين اعترف "نتنياهو" في وقت سابق بفشل مخططه لمنح العائلات والعشائر الفلسطينية في غزة السيطرة على القطاع، معلنا العمل على خطة أخرى لم يكشف عنها.
وفي هذا السياق؛ أكد بيان للعشائر الفلسطينية في قطاع غزة، أن العشائر ستفشل مخططات "نتنياهو"، كما أفشلتها خلال الأشهر التسعة الماضية.