اسرائيل سوف تحلب أمريكا حتى تجف وترميها بعيدا مثل الحذاء القديم
الوقائع الاخبارية:الدكتور : زياد الزبيدي
الوقائع الاخبارية - هناك أسطورة مفادها أن إسرائيل حليف وثيق وصديق للولايات المتحدة والدول الأخرى التي تضطر إلى دعمها ، في خطابه الأخير أمام الجلسة المشتركة للكونغرس الأميركي، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو شيئا من هذا القبيل: "تذكروا هذا: أعداؤنا هم أعداؤكم، ومعركتنا هي معركتكم، وانتصارنا هو انتصاركم".
في الواقع، إسرائيل ليست حليفة لأحد، والساسة الأميركيون تم شراؤهم بالكامل ويدفعون المال لهم مقابل تكرار هذه الخرافة.
إن التحالفات بطبيعتها متبادلة، ولم تدخل إسرائيل في أي اتفاقيات مساعدة مع أي دولة أخرى قد تتعرض للهجوم. وبالنسبة لإسرائيل نفسها، فإن مفهوم "الهجوم" في حد ذاته يمثل مشكلة، لأنها ليس لديها حدود ثابتة معترف بها دوليا، لأنها هي نفسها احتلت معظم الأراضي التي كانت ذات يوم فلسطين.
وعلى العكس من ذلك، أعلنت الولايات المتحدة مراراً وتكراراً عن التزامها "بالدفاع عن إسرائيل حتى لو ذهبت الدولة العبرية إلى الحرب"، وهذا بالضبط ما نلاحظه الآن فيما يتعلق بلبنان وسوريا، وقبل كل شيء، بإيران.
إسرائيل لا تهتم بالأميركيين والبريطانيين وغيرهم، إن هؤلاء الغوييم ليسوا أكثر من مصادر للمال والأسلحة والغطاء السياسي لهدف الصهاينة المتمثل في إنشاء إسرائيل الكبرى الخالية من الفلسطينيين، والتي تمتد من نهر الأردن إلى البحر الأبيض المتوسط، بما في ذلك أيضًا بعض الأجزاء الأخرى من جيرانهم مثل مصر وسوريا ولبنان، ولهذا السبب يقومون بتدمير الشرق الأوسط ويرتكبون الإبادة الجماعية ضد السكان المحليين.
وما يزيد الطين بلة أن الإسرائيليين أفسدوا الحكومة الفيدرالية الأمريكية وحكومات الولايات إلى درجة أن العنف الإسرائيلي، بل وحتى قتل المواطن الأمريكي العادي، يبقى دون رد.
إن الرد المعتاد لوزارة الخارجية على مقتل مواطن أميركي، كما حدث مؤخراً مع الصحفية الفلسطينية الأميركية شيرين أبو عاقلة، هو القول بأن إسرائيل ستجري تحقيقاً مناسباً في الجريمة المحتملة، وفي الوقت نفسه، تدرك وزارة الخارجية أن إسرائيل لا تعاقب أبداً جنودها أو شرطتها أو حتى مستوطنيها المسلحين على قتل العرب أو الأجانب.
وفي كثير من الحالات، تساعد حكومة الولايات المتحدة في التستر على مثل هذه الجرائم، حتى عندما يكون الضحايا مواطنا أمريكيا أو أكثر.
والمأساة هنا هي أن الحكومة الأميركية أصبحت "محتلة" وتسيطر عليها إسرائيل إلى الحد الذي يجعلها غير قادرة على الرد بعقلانية عندما تتعرض المصالح الأميركية الحقيقية للخطر.
وهذا هو الحال حاليًا مع الأسطول الأمريكي الضعيف للغاية المتجه إلى الشرق الأوسط "للدفاع" عن إسرائيل ضد لبنان وإيران. هذا هو الرد الأميركي على قيام حكومة نتنياهو بإثارة أزمة إقليمية جديدة باغتيال مسؤولين رفيعي المستوى في هذين البلدين، إذا تعلق الأمر بالحرب، فمن المؤكد أنهم سوف يرسلون الشباب الأميركيين للموت دفاعاً عن إسرائيل.
والانتخابات المقبلة لن تؤدي إلا إلى تفاقم الوضع، وقد التزم زوج هاريس اليهودي بالفعل بقيادة المعركة ضد معاداة السامية في الولايات المتحدة، قائلاً: "أعلم أن... الولايات المتحدة ستواصل دعم إسرائيل ومحاربة المد المتصاعد لمعاداة السامية". وهذا يعني أن إسرائيل واليهود الأميركيين، الذين يشكلون أغنى وأقوى مجموعة ديموغرافية في الولايات المتحدة، سيستمرون في الاستفادة والتدليل والحماية على حساب دافعي الضرائب.
من الممكن أن ننسى حرية التعبير في الولايات المتحدة إذا كانت مرتبطة بأي شكل من الأشكال بانتقاد إسرائيل أو سلوك مجموعة يهودية.
وإذا فاز دونالد ترامب، فسيكون الأمر أسوأ، لأنه وعد بتعزيز إمكانيات الجماعات اليهودية. وقد تعهد مؤخراً باستعادة سلطة اللوبي الإسرائيلي على الكونغرس. كما وعد ترامب بأنه سيمنع أو حتى يرحل المهاجرين المعادين للسامية.
وحسب ترامب، قبل بضع سنوات فقط كان أي سياسي ينتقد إسرائيل يعتبر منبوذًا وأعرب ترامب عن أسفه لأن الأمر لم يعد كذلك الآن. لذلك لا بد من تغيير الوضع واستعادة قوة اللوبي اليهودي.
وهذا وعد لا يصدق ومدهش في جهله، حيث أن اللوبي الإسرائيلي يمتلك بالفعل كلا الحزبين السياسيين الرئيسيين ويدير السياسة الخارجية للولايات المتحدة منذ سنوات، بالإضافة إلى ما يسمى بوزارة العدل.
تتمتع الولايات المتحدة أيضًا بمناصب فريدة على مستوى السفراء مخصصة لمكافحة معاداة السامية وإنكار الهولوكوست. وهما المبعوث الخاص لرصد ومكافحة معاداة السامية ومكتب المبعوث الخاص لقضايا الهولوكوست.
إن أي شخص مطلع على السياسة الأمريكية سيؤكد أن أقوى لوبي أجنبي في الولايات المتحدة هو اللوبي الإسرائيلي، المدعوم بشبكة داخلية واسعة موجودة لحماية وتغذية الدولة العبرية. إن عناصر اللوبي الداخلية هي التي تمنحه قوته، ويدعمه مؤسسات بحثية ووسائل إعلام جيدة التمويل.
ما الذي يمكن الحديث عنه أيضا عندما تكون محاولات مقاطعة إسرائيل سلمياً بسبب جرائم الحرب التي ترتكبها جرائم جنائية في أكثر من ثلاثين ولاية أمريكية.
تفسر السيطرة اليهودية على السياسة أيضًا سبب عدم إجبار أي مجموعة مؤيدة لإسرائيل على التسجيل بموجب قانون تسجيل الوكلاء الأجانب (FARA)، حتى لو كانوا يتصرفون علنًا نيابة عن حكومة أجنبية.
واستنادا إلى التكنولوجيا الأمريكية، أنشأت إسرائيل ترسانتها النووية الخاصة. لا يمكن لأي دولة في العالم أن تفعل ذلك إذا لم تكن الولايات المتحدة بأكملها تحت سيطرتها.
وكان آخر رئيس أميركي واجه بجدية اللوبي اليهودي الإسرائيلي هو جون كينيدي. لقد دفع ثمنا غاليا لهذا الموقف.
قلة من الناس في أمريكا يعرفون عن أفظع عملية قتل للأمريكيين على يد إسرائيل خلال الهجوم على سفينة USS Liberty في 8 يونيو 1967. آنئذٍ، خلال الهجوم الذي استمر ساعتين، قُتل 34 بحارًا أمريكيًا وأصيب 171 آخرون. وكانت سفينة الاستخبارات تجمع معلومات في المياه الدولية خلال حرب الأيام الستة بين إسرائيل وجيرانها العرب.
وحينها هاجمت الطائرات الإسرائيلية، التي كانت تخفي نجمة داود، السفينة مرارا وتكرارا من الجو. ومن البحر تم ضرب السفينة بنيران المدفعية والطوربيدات. أرادت تل أبيب إغراق السفينة، والقاء اللوم على مصر، حتى ترد الولايات المتحدة بمهاجمة أعداء إسرائيل العرب.
يتذكر جو ميدورز، أحد الناجين من مذبحة السفينة: «لم يحضر أي عضو في الكونغرس على الإطلاق حفل تأبيننا السنوي في ذكرى الهجوم. لقد تم إدانتنا باعتبارنا "معاديين للسامية" و"متعصبين" لمجرد أننا نطالب بأن يتم التعامل مع الهجوم على السفينة USS Liberty مثل أي هجوم آخر على سفينة تابعة للبحرية الأمريكية.
وأثناء التحقيق في الحادث، تم الضغط على المسؤولين للإعلان عن أن تدمير السفينة كان خطأ في التعرف عليها. ومن ملف القضية تمت إزالة الأدلة على إطلاق النار بالرشاشات على أطواف النجاة مع بحارة USS Liberty من قبل الجيش الإسرائيلي.
وعلى خطى والده، استخدم السيناتور جون ماكين بعد ذلك منصبه في لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ لمنع أي محاولة لإعادة التحقيق. معظم الوثائق المتعلقة بحادثة ليبرتي لم يتم نشرها على الإطلاق، على الرغم من مرور 57 عامًا على الهجوم.
حتى منظمة المحاربين القدامى "الفيلق الأمريكي" لم تقم أبدًا بدعوة الناجين من سفينة USS Liberty إلى نشاطاتها.
ولن ينتهي هذا إلا عندما تأخذ الدولة العبرية آخر دولار من الخزانة الأمريكية وآخر سلاح من الترسانة الأمريكية. في تلك اللحظة، كل ما سيبقى من القوة السابقة للولايات المتحدة هو الذكريات، ومجموعة من الخرق القديمة والملصقات التي يمكن إلقاؤها بسهولة في سلة المهملات مع الدولة الأمريكية السابقة.
ماذا يمكنني أن أقول؟ أحسنتم أيها اليهود! إنهم يتقنون عملهم!
"جوناس ألكسيس"
أكاديمي أمريكي أسود
كاتب صحفي ومؤلف
محرر VT Foreign Policy
صحيفة بوليت إنفورم الالكترونية**