اشتباكات عنيفة في جنين والمقاومة تعدّ "لأيام قتال طويلة"
الوقائع الإخبارية : تواصلت العملية العسكرية الصهيونية الواسعة شمالي الضفة الغربية المحتلة وخاصة في جنين، في وقت تصدت فيه فصائل المقاومة لتوغل قوات الاحتلال مؤكدة أنها "أعدت نفسها لأيام طويلة من المواجهة والاشتباك".
وفي جنين شمال الضفة، دارت اشتباكات عنيفة بين قوات الاحتلال وفصائل المقاومة في المدينة ومخيمها. كما أفادت مصادر إعلامية عبرية بأن جنديا "إسرائيليا " قتل، وأصيب آخرون، في معارك بحي الجابريات في مدينة جنين.
وأظهرت صور متداولة اليوم السبت عددا من الجنود ينقلون جنديا مصابا من داخل حي الدمج في جنين. كما أظهرت صور هبوط مروحيات عند حاجز "الجلمة" العسكري، شمالي المدينة، رجحت مصادر أنها لنقل مصابين من الجنود.
كما هبطت مروحية في مستشفى "رامبام"، في مدينة حيفا الساحلية غرب إسرائيل، بعد نقل مصابين من جنود الاحتلال خلال اشتباكات في مخيم جنين.
في الأثناء، أضرمت قوات الاحتلال النار بأجزاء من سوق الحسبة للخضار في جنين، في ظل استمرار عمليتها بالمنطقة.
وأفاد الهلال الأحمر الفلسطيني بأن طواقمه وصلت إلى جثماني شهيدين في مخيم جنين، لكن الاحتلال منع المسعفين من نقلهما بعد طلب ذلك 3 مرات، كما أمر المسعفين بمغادرة المكان.
وبينما تصاعدت الاشتباكات في أحياء عدة في مخيم جنين وسط تحليق لمروحيات عسكرية، دفعت قوات الاحتلال بتعزيزات عسكرية وناقلات جند إلى وسط مدينة جنين والحي الشرقي.
وأكدت وسائل إعلام إسرائيلية أن قتالا صعبا يدور بين الجيش وفصائل المقاومة في جنين. وأضافت أن المقاومة استخدمت في القتال -لأول مرة- صواريخ محمولة على الكتف.
المقاومة تتوعد
وفي السياق، قال مصدر قيادي في كتائب القسام، إن "ما نفذه المجاهدون في حي الدمج رسالة للعدو بأن استمرار عدوانه على جنين ستكون له تبعات قاسية جدا على جنوده وآلياته".
وأضاف المسؤول أن حالة المقاومة بالضفة الغربية في أفضل مراحل التنسيق والتكامل بين فصائل المقاومة بكل تشكيلاتها، مشيرا إلى أن كتائب القسام وفصائل المقاومة أعدت نفسها لأيام طويلة من المواجهة والاشتباك.
وتابع القيادي أن المقاومين أعادوا توزيع وحداتهم القتالية في شمال الضفة، بما يحقق إفشال العملية العسكرية الإسرائيلية.
تفجير سيارة
وكانت إلاذاعة العبريو ذكرت أن قائد لواء المنطقة وهو برتبة عقيد، أصيب مع جندي آخر برصاص جنود "إسرائيليين" خلال تعاملهم مع منفذ تفجير سيارة في مستوطنة "غوش عتصيون"، جنوب بيت لحم.
وقال بيان للجيش "الإسرائيلي" إن مركبة انفجرت في محطة وقود عند مفترق "غوش عتصيون"، وهُرِعت قوات الجيش إلى المكان، وأطلقت النار على شاب فلسطيني خرج من المركبة وحاول مهاجمة القوات.
كما أكد بيان الجيش أن "إسرائيليا" ثالثا أصيب في هجوم آخر عند مستوطنة "كرمي تسور"، شمال الخليل جنوب الضفة، حيث وصلت سيارة إلى مدخل المستوطنة وحاول سائقها دهس أحد حراس الأمن، وقامت قوات الجيش بإطلاق النار عليه وقتلته.
وأكد الجيش أنه لا يمكن في هذه المرحلة التأكيد ما إذا كانت هناك صلة بين الحدثين. ونشرت منصات فلسطينية مشاهد توثق انتشار قناصة الاحتلال على سطح إحدى البنايات في منطقة "أبو رمان"، بمدينة الخليل كما تظهر مشاهد أخرى جانبا من اقتحام قوات الاحتلال للمدينة.
واعتقلت قوات الاحتلال فلسطينيين اثنين هناك. كما أفاد نادي الأسير الفلسطيني بأن الاحتلال اعتقل 22 فلسطينيا من أنحاء الضفة الغربية منذ أمس الجمعة، ليرتفع بذلك عدد المعتقلين منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى أكثر من 10 آلاف و300 فلسطيني.
من جهته، أقر جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم السبت بقتل 26 فلسطينيا واعتقال نحو 30 آخرين، منذ بدء العملية العسكرية بالضفة قبل 4 أيام.
وفجر الأربعاء الماضي، أطلق الجيش عملية عسكرية في مدن شمالي الضفة قال إنها الأوسع منذ عملية "السور الواقي" عام 2002، حيث اقتحمت قوات كبيرة مدينتي جنين وطولكرم ومخيماتهما.
كما اقتحم جيش الاحتلال مخيم الفارعة قرب طوباس، قبل أن ينسحب فجر الخميس من مخيم الفارعة، ومساء اليوم نفسه من طولكرم، بينما لا تزال العملية مستمرة في جنين لليوم الرابع.