مفهوم اضطراب القلق عند الأطفال والبالغين ومدى انتشاره وطرق علاجه؟

مفهوم اضطراب القلق عند الأطفال والبالغين ومدى انتشاره وطرق علاجه؟
الوقائع الإخبارية : القلق عند الأطفال في مستوياته المعتدلة، عملية طبيعية وجزء لا يتجزأ من حياتهم كالكبار تماماً؛ إذ يحدث قلق الطفولة عند طفل واحد -على الأقل- من بين كل 4 أطفال من عمر 13 و18 عاماً.
نسبة انتشار اضطرابات القلق الحاد - تركت دون علاج لفترة- لدى الأطفال بين 13 و18 عاماً حوالي 6%، ما يعتبر مشكلة في غاية الخطورة.
تراكم اضطرابات القلق في الطفولة، بسبب عدم قدرة الأطفال على التكيف معها والتغلب عليها، يرتبط ارتباطاً وثيقاً بحدوث الإصابة بالعديد من الأمراض النفسية والعقلية التي يتعرض لها بعد مرحلة البلوغ.
يظهر قلق الطفولة مع الأطفال الذين لا يمتلكون القدرة على التعبير عن أنفسهم أو مشاعرهم بشكل فعال على صورة خلل في السلوك مثل الانهيار أو المعارضة أو حتى العدوانية.
يشتمل مفهوم اضطرابات قلق الطفولة على: قلق الانفصال، اضطراب الهلع، الصمت الاختياري، الفوبيا من أشياء محددة بعينها.
هناك 9% من الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة ابتداء من سن الرابعة يعانون من اضطراب قلق الطفولة، واضطراب قلق الانفصال في سن السادسة، وفي العاشرة يعانون من اضطراب القلق العام.
هناك غطاء قوي من القلق الاجتماعي خلال فترة الطفولة المتأخرة، يبدأ من سن الثالثة عشرة وصولاً إلى نهاية مرحلة الطفولة في سن الثمانية عشرة.

علامات ظهور اضطراب القلق.. ومتى يظهر؟

يظهر اضطراب القلق عند الأطفال في الكثير من الحالات في شكل: الانسحاب من المواقف التي تثير المخاوف، والابتعاد عن الأشياء والأفعال التي تثير الضغوطات.
غالباً ما يُساء فهم هذا السلوك؛ إذ يعتبره الآخرون حالة من العدوانية والمعارضة، خاصة مع الأطفال الذين لا يمتلكون القدرة على التعبير عن أنفسهم أو مشاعرهم من خلال الكلمات.
وبالتالي يظهر قلق الطفل على صورة خلل في السلوك؛ مثل الانهيار أو المعارضة أو حتى العدوانية، وهو ما يفسره من حولهم على أنه نوع من الغضب وليس اضطراباً من اضطرابات القلق.
ويظهر قلق الانفصال الطبيعي بين سن 18 شهراً و3 سنوات، وهو قلق طبيعي يحدث عندما يخرج أحد الوالدين من المنزل أو يختفي عن الأنظار أو يتركهم بمفردهم.
ويتحول هذا القلق الطبيعي إلى اضطراب قلق الانفصال، عندما يحدث في الأطفال الأكبر سناً؛ إذ يعاني الطفل من القلق المفرط عند الابتعاد عن والديه أو أحد أفراد أسرته.
ومن مظاهره عدم القدرة على الذهاب إلى النوم بمفرده، أو ترك المنزل والذهاب إلى المدرسة، ويحدث عند الأطفال في سن السادسة، ويكون أكثر شيوعاً في الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 7 و9 سنوات.
اضطرابات القلق الاجتماعي

بالإضافة إلى اضطراب قلق الانفصال واضطراب القلق العام، والذي يعاني منه الكثير من الأطفال - بداية من سن الثالثة عشرة- هناك اضطراب القلق الاجتماعي.
وهو اضطراب يعاني فيه الفرد من القلق الشديد والتوتر الزائد في المواقف التي يشعر فيها بأنه في بؤرة التركيز، أو عند التحدث أمام الغرباء، حيث يشعر بالقلق خوفاً من أن يتم الحكم عليه من قبل الآخرين.
ويعتقد خبراء الصحة النفسية أن القلق نابع من تشابك العديد من المسببات التي يؤدي كل منها دوراً في ظهور هذا الاضطرابات، منها السلوكيات المكتسبة، ونمط المعيشة، وأسلوب الحياة المسبب للإجهاد والتوتر.
ولا تنسَ تأثير الجينات على كيمياء الدماغ؛ حيث إن الطفل الذي يعاني أحد أفراد عائلته من القلق يكون لديه فرصة أكبر لتطوير اضطرابات القلق في طفولته المبكرة.
كما تمهد الظروف المعيشية والاضطرابات الحياتية في حياة الطفل؛ مثل تعرضه للاعتداء أو خسارة أحد أفراد أسرته أو حتى الانتقال من مدينة إلى أخرى إلى الإصابة باضطرابات القلق الاجتماعي.
الأعراض العامة لاضطرابات القلقالخوف والقلق المفرط وعدم القدرة على التحكم في المخاوف والسيطرة عليها، وكذلك الغضب وضعف التركيز والتهيج وحدوث الشد العضلي.
آلام البطن والإرهاق المستمر والإعياء المتوالي أثناء ساعات النهار، وكذلك الأرق واضطرابات النوم عند النوم.
اضطرابات نفسية وعقلية في سن البلوغ، بسبب اضطرابات قلق الطفولة العديدة السابقة.
الانعزال والاكتئاب عند البلوغ، بسبب تعرض الطفل لاضطرابات القلق أو مروره بحياة صعبة قبل سن السادسة.
الإصابة بمرض الفصام والاضطراب ثنائي القطب بعد البلوغ، والتي تلعب اضطرابات القلق عند الأطفال دوراً أساسياً في ظهورها.
موقف الآباء من اضطرابات قلق الأبناء
بعض الآباء والأمهات يرفضون الاعتراف بوجود قلق الطفولة لدى أبنائهم، رغم وجود أعراض الاضطراب، بل يجدون في الاعتراف به وصمة اجتماعية.
بالتالي يستمر الأطفال في المعاناة من اضطرابات قلق الطفولة، لمدة تتراوح بين عامين وسبعة أعوام قبل أن يتقبل الآباء المشكلة، والبدء في رحلة التكيف والعلاج مع أطفالهم.
مما يحرم الطفل من فرصة تعلم كيفية إدارة القلق والتكيف معه، بل والتخلص منه بسهوله، فـ36% من الناس الذين يعانون من اضطراب القلق الاجتماعي لا يسعون إلى طلب المساعدة إلا بعد مرور 10 سنوات.
لهذا فان أفضل طريقة للتعامل مع القلق عند الأطفال، هي اعتراف الوالدين بوجوده والتيقن بمدى ضرره، وتأثيره السلبي فيما بعد مرحلة المراهقة والشباب.
علاجات اضطرابات قلق الطفولة

العلاج الدوائي: يتم تحت إشراف أخصائي الصحة العقلية، فيحدد نوعية الاضطراب الذي يعاني منه الطفل وبناء عليه يتم تحديد العلاج المناسب.
العلاج المعرفي السلوكي: يكون وفقاً لنوعية القلق الذي يعاني منه الطفل، ويتم بوضع خطة لمساعدته على تعزيز الأفكار والاعتقادات الإيجابية.
تدريب الطفل: على أن يجرب طرقاً جديدة للتفكير، ويحاول التصرف في الحالات والمواقف التي يمكن أن تسبب القلق بطرق مختلفة.
وتعليمه لمهارات التكيف وكيفية التعامل مع القلق والإجهاد عبر تقنيات الاسترخاء مثلاً.


تابعوا الوقائع على
 
جميع الحقوق محفوظة للوقائع الإخبارية © 2010 - 2021
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( الوقائع الإخبارية )
تصميم و تطوير