تحدي القراءة ينير عتمة الصمت في البادية "صور"

تحدي القراءة ينير عتمة الصمت في البادية صور
الوقائع الاخبارية : في قلب البادية الغربية، حيث تتناغم رمال الصحراء مع طيف السماء الممتد بلا حدود، يتجلى تحدي القراءة العربي كضوء ينير عتمة الصمت ويحيي بذور الثقافة في تربة قاحلة. هذه الأرض التي شهدت قصص الصمود والأصالة، تحكي اليوم حكاية جديدة، حكاية أجيال تسعى إلى كسر قيود الجهل والانطلاق نحو آفاق المعرفة.

كانت البداية محفوفة بالتحديات. البنية التحتية المتواضعة للمدارس، والمسافات الشاسعة التي تفصل القرى عن بعضها، كانت عقبات كفيلة بإخماد الحماس في نفوس الكثيرين. ومع ذلك، لم يكن أبناء البادية الغربية ممن يستسلمون بسهولة. برغم قلة المكتبات وانعدام الموارد، شُيدت مكتبات صغيرة في الزوايا المنسية، واحتضنت الخيام بعضاً من الكتب التي باتت أجنحة يحلق بها الطلاب في عالم الأدب والمعرفة.

لم تكن الصعوبات مادية فقط، بل كانت هناك تحديات ثقافية أيضاً. ففي مجتمع البادية، حيث تأخذ التقاليد مكانة كبيرة، لم يكن من السهل زرع عادة القراءة وسط انشغال الناس بالمهام اليومية وقسوة الحياة. لكن بفضل مبادرات المدارس والمعلمين الملهمين، بدأت الأفكار تتغير. بدأت الأسر ترى في الكتاب رفيقاً يحمل لأبنائهم الأمل بمستقبل أكثر إشراقاً.

ومع تقدم الوقت، أصبحت الإنجازات حاضرة كالشمس التي تشرق بعد ليلة طويلة. لم يعد اسم البادية الغربية غائباً عن قائمة العشرة الأوائل في مواسم تحدي القراءة العربي، وكأن هذه الأرض جعلت من التميز عادة ومن الإبداع سمة لأبنائها. برزت أسماء طلابها في المراحل المتقدمة من المنافسة، وأصبحت قصص نجاحهم مصدر فخر لأسرهم ومجتمعهم. هؤلاء الشباب حملوا معهم روح البادية واعتزازهم بهويتهم إلى منصات التتويج، حيث أثبتوا أن العزيمة قادرة على تجاوز كل الحدود.

هذا التحدي لم يكن مجرد مسابقة، بل كان فرصة لإعادة اكتشاف الهوية الثقافية. من خلال الكتب، استعاد أبناء البادية حكايات أجدادهم، وتعرفوا على تاريخهم العريق، ورأوا كيف يمكن أن تكون المعرفة أداة للحفاظ على التراث وتجديده.

في النهاية، تظل قصة تحدي القراءة العربي في البادية الغربية مثالاً حياً على قدرة الإنسان على تحويل التحديات إلى إنجازات. في هذه البقعة البعيدة من الوطن، حيث يبدو كل شيء ساكناً، تدور اليوم عجلة التغيير الثقافي، ويُسمع صوت الكتاب وهو ينافس الصمت. إنها رحلة أجيال لا تنتهي، رحلة بدأت بحلم واستمرت بإصرار، وستزهر يوماً بمعرفة تُغني هذه الأرض وتزين سماءها.
فريق تحدي القراءة للبادية الغربية/المنسق عاطف الشريدة
تابعوا الوقائع على
 
جميع الحقوق محفوظة للوقائع الإخبارية © 2010 - 2021
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( الوقائع الإخبارية )
تصميم و تطوير