في الحوار تولد الحقيقة

في الحوار تولد الحقيقة
د. زياد الزبيدي


في خاطرة تحت عنوان " على بالي" كتب د. أسعد أبو خليل، أستاذ العلوم السياسية في جامعة جنوب كاليفورنيا، في جريدة الأخبار اللبنانية:

"وأخيراً، قبِلَ نتنياهو ببنود وقْف النار في غزّة، بعدما كان لأشهر يرفض مضامين الاتّفاق نفسها. ليس من لغز حول ما حدث (بحسب الصحف الإسرائيليّة والأميركيّة على حدٍّ سواء): وصل مبعوث ترامب (المُعيّن) إلى الشرق الأوسط وفرض على نتنياهو، تحت وطأة التهديد، قبولَ الصفقة التي كان قد رفضها. القصّة ذات دلالات على غير صعيد:

1) أنّ الولايات المتحدة منذ العدوان الثلاثي على مصر تستطيع أن تأمر إسرائيل، لو أرادت، ولو كان الأمر ضدّ مشيئة إسرائيل أو مصلحتها. لم يتكرّر الضغط الذي مارسه أيزنهاور على إسرائيل."

ويضيف د. أسعد في ختام خاطرته:
"2) أنّ اليسار الغربي أشنع من اليمين؛ لأنّه مُخادِع ولأنّ هناك في عالمنا العربي مَن يصدّق أنّ اليسار أو الليبراليّين في الغرب يقدّمون برنامجاً أفضل لشعوبنا.

 إنّ أداء وزيرة خارجيّة ألمانيا (من حزب الخضر) في تبرير قصْف المدنيّين وقتْلهم في غزة يجب أن يكون كافياً لدحض مزاعم جمعيات الترويج لليبرالية الغربيّة. ترامب أراد بدء صفحة جديدة من العلاقات الدوليّة في أوّل عهده."

المهم أنني قمت ببث تلك الخاطرة لكل الأصدقاء، فجاءني رد مميز من صديق الدراسة في كلية الحسين بداية السبعينيات د. محمد خليل عباس... كتب الي يقول:

"صحيح . ولكن يبقى السبب الخفي لماذا أراد ترامب الاصرار على الهدنة ؟ وما هو الثمن الذي يريده كونه أيضا رئيس صفقات؟ وبماذا وعد نتنياهو لكي يستجيب بالموافقة ؟ وهل ضم الضفة الغربية هي الجائزة لإسرائيل ونتنياهو بعد موافقته على ضم القدس والجولان سابقا لإسرائيل واعتبار القدس العاصمة لإسرائيل  والبدء بانشاء المبنى الدائم للسفارة الامريكية في القدس .
منذ ما يقارب  الشهر وانا اسأل نفسي ماذا يريد ترامب من موقفه هذا ؟ لم اصل الى إجابة محددة وواضحة !!! اذا كان عندك إجابة واضحة اكون شاكرا يا صديقي."

سؤال صعب... حاولت الإجابة عليه بما يلي....

"نعم يا صديقي
جائزة الترضية كما ذكرتم: الضفة وما طرأ في الجولان.
اما الجائزة الكبرى وهي غير مؤكدة بالطبع: ضرب إيران!

أما اذا ناقشنا السؤال من الناحية الأخرى: ما مصلحة ترامب بالاتفاق؟

أولا، لا بد من القول أن الأهل أدرى بمصلحة ابنهم - حتى لو عدنا إلى نظرية الكلب والذنب في العلاقة العجيبة بين اسرائيل وأمريكا. وحتى لو افترضنا ان نتنياهو هو الإبن العاق - فلا بد من ارشاده وتأديبه لمصلحته ومصلحة أهل بيته.

ثانيا، من مصلحة الإدارة الجمهورية الجديدة أن تبدأ يومها الأول بدون الصداع النصفي حول الإبادة الجماعية في غزة بينما يحتمل الوضع النصف الثاني في اوكرانيا لأنه أخف وطأة، على الأقل من ناحية إعلامية ونفسية.

ثالثاً، وهو الأهم في نظري، لا بد من التاكيد على الخلفية الدينية والايديولوجية للإدارة الجمهورية الجديدة كونها مدعومة من اليمين البروتستانتي الصهيوني المتحالف مع اللوبي اليهودي القوي في امريكا، الذي يؤمن بضرورة هدم الأقصى وبناء الهيكل الثالث توطئة لعودة الموشياخ اليهودي."

وفي الختام، لم أجد أفضل من أبيات شعر لطرفة بن العبد لأختم بها حديثي إليه...

ستُبْدي لكَ الأيّامُ ما كنتَ جاهلاً
ويأتِيكَ بالأخبارِ مَن لم تُزَوِّدِ

ويَأتِيكَ بالأخبارِ مَنْ لم تَبِعْ له
بَتاتًا، ولم تَضْرِبْ له وقتَ مَوعِدِ
تابعوا الوقائع على
 
جميع الحقوق محفوظة للوقائع الإخبارية © 2010 - 2021
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( الوقائع الإخبارية )
تصميم و تطوير