نتنياهو يفرض أجندته

سميح المعايطه
موافقة نتنياهو على الهدنة وتبادل أعداد من الرهائن مع حماس لم تكن خياره، بل كانت بفعل ضغط من ترامب قبل أن يدخل البيت الأبيض، ولم يكن يستطيع إلا إكمال المرحلة الأولى التي كانت ذات طابع إنساني، وعندما بدأ الحديث عن المفاوضات على المرحلة الثانية ذات الطابع السياسي والامني لم يعط نتنياهو فرصة لذلك وتحدث عن تمديد لوقف اطلاق النار لمدة شهر مقابل اطلاق مزيد من الرهائن وكان يعلم ان حماس لن توافق على هذا الى ان وجد الفرصة مواتية لاقناع ادارة ترامب بان العودة للعدوان هي الطريق الاسهل للضغط على حماس أو لمعاقبتها لانها ترفض اطلاق سراح الرهائن.
نتنياهو يعلم أن الحرب والعدوان هما الدرع التي تحميه من قضايا الفساد التي تلاحقه، وأيضاً تحمي حكومته من التفكك خاصة بعد استقالة المتطرف بن غفير، ولهذا يعود إلى العدوان العسكري على غزة ويستعيد الروح التي ابقته على كرسي السلطة، وبعد اقل من يوم على استئناف العدوان عاد بن غفير وحزبه للحكومة الإسرائيلية.
نتنياهو لن يبدأ الحرب من نقطة الصفر بل سيذهب الى اغتيالات وقتل وتدمير بنى تحتية عسكرية لحماس ربما حصل على معلومات عنها خلال الفترات الاخيرة.
نتنياهو يريد عودة العدوان أي قتل فكرة وقف اطلاق النار وأي مفاوضات حول مستقبل غزة او شكل حكم غزة القادم، ويريد ان يذهب إلى مرحلة تفاوض يكون هدفها فلسطينياً وقف العدوان والقتل مقابل الرهائن هذا الملف الذي لا يعني شيئاً لنتنياهو لكنه يهتم به من أجل الإدارة الأميركيّة.
كل ما كان خلال الأشهر الاخيرة من خطة عربية لاعمار غزة أو أفكار لشكل غزة السياسي ومن يحكمها لن يكون على الطاولة في المرحلة القادمة، فالاجندة ستكون وقف الحرب وثمن ذلك.
نتنياهو يرى بقاءه مرتبطاً بالحرب فقط وليس بوقف الحرب كلياً أو جزئياً وما يجري اليوم فرض نتنياهو أجندته في غزة مرة أخرى ولمدة غير معلومة النهاية.