الجيشُ وهُتاف "البُغاث"

الجيشُ وهُتاف البُغاث
د.طلال طلب الشرفات
الذين هتفوا هتافات مهترئة موتورة في حق الجيش هم ذاتهم الذين لم تعتاد أياديهم المغموسة بالعار على رفع راية الوطن، والذين تجرأوا على فعلتهم الشَّنيعة تلك في الإساءة لمؤسسة عريقة شريفة تَوَّحدَ حولها الأردنيون كما هي مؤسسة العرش يظنون أن يد القانون لا تطالهم، ولعل الصَّمت حيالهم يستفزُّ المشاعر الوطنيّة الأردنيّة التي تأبى المساس بقدسية الجيش العربي المصطفوي في مشاعر الأردنيين؛ تبّاً لهم؛ "إنَّ البُغاثَ بأرضنا يَسْتَنْسِر"

كلنا نتألم من أجل غزة وشعبها المذبوح بآلة الغدر الصَّهيوني المتطرف، وجميعنا يدين أعمال القتل والتَّدمير التي يتعرض لها الأشقاء في غزة وفلسطين، والجيش العربي وقائده الأعلى قدما لفلسطين وغزة ما يتجاوز الهتاف المُدان الهزيل إلى مساحات الفعل الإغاثي والدبلوماسي الذي تنكر له روّاد الهتاف "الرَّخيص" الذي يصب في مصلحة الصهيونيّة ووسياسة التَّوطين والتَّهجير التي ربما يكون هؤلاء من دعاتها؛ بل ربما هم عملاء الجوار، ورواد الاستهداف للوطن وسيادته.

الدولة بكل أجهزتها ومؤسساتها الأمنيّة والقضائية مُطالبة بإنفاذ القانون، واجتثاث كل تلك الألسنة "الرَّخيصة" من مسيرتنا الوطنيّة الشَّريفة، والتي "ارتقت مرتقىً صعباً" هذه المرة، ونالت من تضحيات الشُّهداء، وقادة الجيش من البُناة الأوائل، وانحدرت إلى مستوى "العمالة"، والتَّجنّي، والإفتئات على نبل الرسالة التي حملها الجيش العربي منذ تأسيس الدولة وحتى يومنا هذا بصورة تثير الفخر والاعتزاز للوطن والأمّة.

لماذا يحمل هؤلاء كل هذا الحقد والاستعداء؟، ومن وراءهم من مرجعيات خبيثة يُفترض أنها لا تخفى على مؤسسات إنفاذ القانون، وهل يُمكن السماح بالإساءة لكبرياء الدولة، وهيبتها، وشوكة مؤسساتها؟ وهل نستطيع أن نرد عليهم بما يستحقون أم ننتظر لجمهم في دولة القانون والمؤسسات؟ ومتى تهدأ رؤوس الأردنيين التي باتت تغلي غضباً من تمادي هؤلاء "البُغاث" وصلفِهم المُدان؟ اللهمَّ صبراً.

ما حدث الجمعة من هتاف وسلوك "دنيء" يستدعي المراجعة الأمنيّة والسياسيّة العاجلتين للواقع الوطني بكل ما يتضمن من أنشطة سياسيّة للقوى والأشخاص، ورصد الجهات التي تقف خلف هؤلاء "المُرتزقة" الذين أساءوا للوطن ولحماة الثُّغور الذين ما كانوا يوماً إلا للوطن وأهله وأمته، ولعل استغلال المناخ الديمقراطي لتقويض الأمن الوطني والسِّلم الأهلي يشكل سابقة خطيرة في تجاوز حدود المُمكن والمتاح قانوناً في التَّعبير السِّلمي عن الرأي.

بقي أن نقول: إنَّ استهداف الجيش تجاوز خطير لكل الخطوط الحمراء، وتكرار هذه الأساليب إمعان في تقويض الخيار الديمقراطي الذي اختطه الوطن خياراً لا رجعة فيه، وإنفاذ القانون واجب وطني قبل أن تُصنع رحىً للريح تتحدث عنها الركبان...!!





تابعوا الوقائع على
 
جميع الحقوق محفوظة للوقائع الإخبارية © 2010 - 2021
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( الوقائع الإخبارية )
تصميم و تطوير