تحسن تدريجي في الطلب بالأسواق مع اقتراب نهاية العام

تحسن تدريجي في الطلب بالأسواق مع اقتراب نهاية العام
الوقائع الإخباري : تشهد الأسواق المحلية مع اقتراب الأيام الأخيرة من العام نشاطًا تجاريًا ملحوظًا، في فترة تُعد ذروة موسمية تسبق احتفالات نهاية العام وأعياد الميلاد ورأس السنة، حيث بدأت الحركة تتصاعد تدريجيًا بعد أشهر من التذبذب وعدم الاستقرار.

ومع انطلاق عروض "الجمعة البيضاء”، برزت مؤشرات تحسن واضحة في وتيرة النشاط التجاري، ما أسهم في تنشيط الطلب على الأثاث، والملابس، والهدايا، إلى جانب انتعاش ملحوظ في القطاعات الخدمية المرتبطة بالمطاعم والفنادق، بحسب عاملين في عدد من القطاعات.

وأكد هؤلاء أن السوق بدأ يستعيد جزءًا من زخمه، متوقعين استمرار هذا الحراك خلال الأيام القليلة المقبلة مع دخول موسم الأعياد، إلا أن هذا النشاط يبقى محاطًا بتحفظ المستهلكين وضعف القدرة الشرائية، الأمر الذي يجعل الانتعاش محدودًا من حيث الزمن والنطاق الجغرافي.

وأشاروا إلى أن الاستعداد المبكر للمواسم، وتقديم العروض المتواصلة، والتسويق عبر منصات التواصل الاجتماعي، أصبحت عناصر أساسية لجذب الزبائن وتحفيز الطلب، خصوصًا في الفترات التي تتميز بسلوك شرائي خاص لدى المواطنين.

أنماط استهلاك تتغير مع نهاية العام
وقال نائب رئيس غرفة تجارة الأردن وممثل قطاع الخدمات والاستشارات جمال الرفاعي، إن النمط الاستهلاكي للمواطنين يشهد تحسنًا نسبيًا خلال فترة نهاية العام مقارنة بمراحل أخرى من السنة.

وأوضح الرفاعي أن عدة قطاعات سجلت ارتفاعًا في النشاط خلال الأيام الماضية، مرجحًا استمرار هذا الزخم خلال الفترة المقبلة، لا سيما في المطاعم والفنادق ومحال بيع الهدايا والتحف، مع التأكيد أن هذا التحسن يبقى مؤقتًا ولا يتجاوز بضعة أيام.

وتوقع أن يكون موسم أعياد نهاية العام الحالي أفضل من الموسمين السابقين، اللذين تأثرا سلبًا بتداعيات العدوان الصهيوني على غزة، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أن ضعف القدرة الشرائية لا يزال يشكل تحديًا رئيسيًا، إذ بات المستهلكون أكثر تحفظًا في إنفاقهم مقارنة بالسنوات الماضية.

المطاعم السياحية تستعيد نشاطها
من جهتها، أكدت المديرة العامة لجمعية المطاعم السياحية الأردنية، اليانا جعنيبي، أن قطاع المطاعم السياحية يشهد نشاطًا لافتًا مع اقتراب موسم أعياد نهاية العام، حيث تُعد هذه الفترة من المواسم المهمة من خلال تنظيم حفلات وبرامج خاصة وعشاء الميلاد ورأس السنة، ما يسهم في تنشيط الحركة داخل المطاعم والفنادق.

وبيّنت جعنيبي أن هذا النشاط يرتبط أساسًا بموسم المناسبات، إذ تسجل بعض المطاعم حركة جيدة، خاصة خلال أمسيات وعشاء الأعياد، مع ملاحظة أن شريحة واسعة من العائلات تفضل الاحتفال في المنازل ليلة العيد، على أن يكون الخروج في اليوم التالي لتناول غداء العيد، وهو نمط متكرر لكنه داعم للقطاع.

وأضافت أن القطاع السياحي شهد تحسنًا نسبيًا في الفترة الماضية بعد توقف الحرب على غزة، مع عودة تدريجية للحركة السياحية وزيادة في رحلات الطيران، بما فيها الرحلات منخفضة التكاليف، ما انعكس إيجابًا على أداء المطاعم السياحية بعد مرحلة من التراجع.

وفي المقابل، شددت جعنيبي على أن المطاعم لا يمكنها الاعتماد على المواسم وحدها، نظرًا لعملها اليومي والتزاماتها التشغيلية المرتفعة، مؤكدة أن استدامة القطاع تتطلب نشاطًا مستمرًا على مدار العام، لا انتعاشًا موسميًا مؤقتًا.

الأثاث والهدايا يسجلان طلبًا متناميًا
بدوره، قال ممثل قطاع الأثاث المنزلي في غرفة تجارة الأردن همام حبنكة، إن الأسواق تشهد حاليًا نشاطًا تجاريًا واضحًا وارتفاعًا في الطلب على الأثاث المنزلي والهدايا.

وأوضح أن وتيرة الطلب تحسنت منذ بدء موسم الجمعة البيضاء وما زالت مستمرة، مقارنة بالأشهر العشرة الأولى من العام التي اتسمت بتذبذب واضح في الحركة التجارية.

وتوقع حبنكة استمرار نمو الطلب خلال الأشهر المقبلة، لا سيما مع اقتراب شهر رمضان المبارك وموسم عيد الفطر، اللذين يشهدان عادة ارتفاعًا في النشاط التجاري، مؤكدًا أن الاستعداد المبكر والعروض المتواصلة والتسويق الرقمي تلعب دورًا مهمًا في جذب الزبائن وتحفيز الشراء.

تحسن محدود في قطاع الألبسة
وفي قطاع الألبسة، أكد المستثمر أسعد القواسمي وجود نمو في الحركة التجارية لدى محال بيع الملابس، إلا أن هذا التحسن يبقى محدودًا من حيث التوزيع الجغرافي، كما أن حجم الطلب لم يصل إلى المستوى المأمول.

وأشار القواسمي إلى أن آثار الحرب على غزة خلال العامين الماضيين ما زالت تلقي بظلالها على القرار الاستهلاكي للمواطنين، لافتًا إلى أن سوق الألبسة شهد تحسنًا نسبيًا منذ الثلث الأخير من تشرين الثاني وحتى الثلث الأول من كانون الأول، مدفوعًا بعروض الجمعة البيضاء ودخول الموسم الشتوي، لكنه تحسن يبقى دون التوقعات.

تابعوا الوقائع على
 
جميع الحقوق محفوظة للوقائع الإخبارية © 2010 - 2021
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( الوقائع الإخبارية )
تصميم و تطوير