الشونة الجنوبية: معاقون غير معترف بهم إلا في معاملات الإعفاءات والمساعدات

الشونة الجنوبية: معاقون غير معترف بهم إلا في معاملات الإعفاءات والمساعدات
الوقائع الإخبارية: تبرز مشكلة عدم وجود قاعدة بيانات لحالات الإعاقة في لواء الشونة الجنوبية كأحد أهم الأسباب التي تحرم العديد منهم من الحصول على حقوقهم، خاصة فيما يتعلق بالعلاج والتأهيل والتعليم والعيش بكرامة. ورغم ان العديد منهم غير مقيد في سجلات الاحوال المدنية بسبب خجل اسرهم من الإفصاح عن وجودهم ما فاقم من أوضاعهم النفسية والصحية، إلا ان المساعدات الاجتماعية والميزات التي يحظى بها المعاقون دفع قلة من الاسر إلى الإبلاغ عن وجود معاقين لديها للاستفادة من هذه الميزات، فيما ما تزال حالات كثيرة يخفيها ذووها عن الأعين. وتشير الناشطة الاجتماعية ونائبة رئيس جمعية سنابل المجد الخيرية روشكا تيم، إلى ان واقع المعاقين في لواء الشونة الجنوبية مؤلم، اذ ما يزال الكثير من الاهالي رهن افكار ومعتقدات متخلفة كالخجل الاجتماعي والخوف من الافصاح عن وجود معاق لديهم خاصة الفتيات، خشية ان يؤثر ذلك على زواج اخواتها، اضافة إلى خوفهم المبالغ فيه على الاطفال المعاقين، إذا ما خرج إلى الحياة العامة كالتعرض للتحرش أو المضايقات. هذا الأمر بحسب تيم ادى إلى اهمال الفئة وتهميشها وسلبها حقوقها، ما انعكس سلباً على سلوكياتهم ونفسيتهم لشعورهم بالحرمان وانعكس ايضا على الحصول على ابسط حقوق الانسان، سواء الصحية او التعليمية اوالمهنية وحقه في التمتع بالحياة كأقرانه، رغم ان الجهات المعنية كوزارة التنمية والمجلس الاعلى لشؤون المعاقين تقدم العديد من الخدمات لهم. وتوضح تيم، ان البداية للنهوض بهذه الفئة يجب ان تكون بتثقيف وتوعية الاسرة والبحث عن المشكلات التي تواجهها وايجاد السبل لحلها بما يسهم في تعزيز دورها لبناء اسرة متماسكة ومستقرة. ويرى استاذ علم النفس الدكتور نايف الطعاني، ان المعاق هو انسان ولا يمكن أن ينتقص من انسانيته عيب خلقي أو اعاقة مستجدة ويجب على الاهل ان يعوا ذلك جيدا، مضيفا” نحن بحاجة إلى الكشف عن الواقع الذي تعيشه بعض الاسر التي يوجد لديها معاقون، لأن الخجل من الافصاح عن وجودهم يؤثر على حياتهم في حرمانهم من الحصول على ابسط حقوقهم كالخدمات الصحية والتأهيلية والانتفاع من الخدمات التي تقدمها الدولة لهم”. ويبين الطعاني ان المعاق له الحق في عيش حياة كريمة، حتى لا يشعر بالعزلة والدونية والاختلاف عن أمثاله من الأسوياء، ما يتطلب مساعدة أسرهم بالتوعية والتثقيف وتوفير الدعم النفسي والاجتماعي واكسابهم المهارات الاجتماعية اللازمة لمواجهة أي صعوبات تقابلها في تمكين أبنائها من الحصول على حقوقهم. وتشير مديرة مركز الأميرة بسمة للتنمية/الشونة الجنوبية رندا الصرايرة، إلى ان فئة المعاقين تحتاج لتقديم المساعدة اللازمة للحصول على حقوقهم في الصحة والتعليم والعمل، الا ان عدم وجود قاعدة بيانات لها تحرم الكثيرين من الحصول على هذه الحقوق، موضحة ان المركز وبالتعاون مع عدد من الشركاء باشر بإجراء مسح ميداني لجميع مناطق اللواء لإيجاد قاعدة بيانات حقيقية عن أعداد المعاقين وحالات الاعاقة لتقديم المساعدة الممكنة لهم. وتوضح الصرايرة ان الارقام الاولية مفزعة لأن الأرقام الموجودة لدى مديرية التنمية لا تقارن بالموجودة على ارض الواقع، خاصة وان بعض الاعاقات يجهلها الناس والمعنيون الا انها تحتاج إلى مساعدة، لافتة إلى ان عدم وجود مركز تشخيص وتأهيل في المنطقة، فاقم من اوضاع العديد من المعاقين الذين حالت اوضاع اسرهم المعيشية دون علاجهم في وقت مبكر. وتبين الصرايرة ان هدف المركز من هذا المسح هو الوقوف على احتياجات المعاقين سواء العلاجية أو التأهيلية أو التعليمية وإيجاد حلقة وصل بين أسر ذوي الإعاقة والمؤسسات الحكومية والمجتمعية العاملة في هذا المجال، لتقديم المساعدة الممكنة لهم، مشددة على ضرورة متابعة علاج لحالات الاعاقة في وقت مبكر وتوعية الأهالي وتشجيعهم على التواصل مع الجهات المعنية للحصول على حقوق ابنائهم. من جانبه يؤكد مدير تنمية لواء الشونة الجنوبية قاهر السعايدة انه لا يوجد قاعدة بيانات باأعداد المعاقين ونوعية الاعاقة، لافتا إلى ان المديرية تقوم بتسجيل اي حالات يتم الوصول اليها لتقديم المساعدات لها، والتي يتم غالبا التعرف عليها من خلال تقدمهم بطلب الحصول على إعفاء جمركي أو اجهزة طبية ومعينات حركية أو ممن يتقاضون رواتب معونة وطنية. ويوضح السعايدة، أن المديرية تقوم بعمل دراسات دورية عن هذه الحالات لتقديم أفضل الخدمات لهم من خلال تقديم المساعدات العينية والإعفاءات العلاجية، منوها إلى وجود عدد كبير لم تتمكن المديرية من الوصول إليه؛ بسبب ثقافة الخجل والعيب والنظرة السلبية للمعاق لدى الأهل، الأمر الذي يحد من فرص مساعدتهم. ويشير الى أن المديرية تسعى لمساعدة هذه الفئة من أبناء المجتمع من خلال محاضرات توعوية وتثقيفية حول الإعاقة وأسبابها وطرق الوقاية منها، وكيفية تعامل الأهل مع هذه الحالات وكيفية دمجهم في المجتمع، مضيفا انه تم الانتهاء من اجراء دراسات لإنشاء مركز حكومي للتشخيص والتأهيل وسيتم إنشاء مبنى متخصص لهذا الغرض.

تابعوا الوقائع على
 
جميع الحقوق محفوظة للوقائع الإخبارية © 2010 - 2021
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( الوقائع الإخبارية )
تصميم و تطوير