دورك في التصدي لصفقة القرن
بلال حسن التل
كما يحتاج نهوض الأمة إلى سدّ كلّ المنافذ أمام خطاب الفرقة والفتن، التي تضعف مناعة الأمّة وقوّتها وحشد طاقاتها، خاصّة وأنّ خطاب الفرقة والفتنة قد أغرق منطقتنا في الصّراعات والحروب الأهليّة والإقليميّة، وجعل بلادنا مرتعاً خصباً لجماعات الإرهاب، وسببا في هدر ثرواتها على الحروب، مثلما فتح الباب للتّدخل الخارجي في شؤونها، وشجّع إسرائيل على المزيد من عدوانها، مثلما شجع القوى الدّاعمة للعدوان الإسرائيلي على التّمادي في الإنحياز لهذا العدوان.
إن سد المنافذ أمام خطاب الفتنة يحتاج إلى مراجعة مضامين الخطاب الإعلامي، بكل أدواته ومنها وسائل التّواصل الاجتماعي، لتنقيته من مضامين جلد الذات ومفردات التّشكيك والتّثبيط والفرقة، واستبدالها بمفردات الأمل المقرون بالعمل، والإضاءة على الإيجابيات لاستنهاض قدرات الأمّة، لأنّ بقاء مضامين الخطاب الإعلامي على ما هي عليه، من أهم عوامل الشّرذمة والانقسام والإحباط التي تضعف الأمة .
كل ما تقدم من أسباب نهوض الأمة ليس مسؤولية فئة دون أخرى من أبنائها، لكنه مسؤولية فردية تقع على كل فرد فيها ليقوم بواجباته، فالأمّة هي مجموع أفرادها، وجهدها هو حصيلة جهدهم، خاصّة في ظل ثورة الاتصالات والتّقدم العلمي الهائل الذي أتاح للفرد أدواراً أكبر وأكثر تأثيراً، مما كان عليه الأمر في عقود سابقة، فكلّ فرد منا يستطيع القيام بدور ملموس في معركة الأمّة، وذلك من خلال التزامه بأداء واجباته من خلال مقاومة خطاب التّشكيك بمقدرات الأمّة، وتثبيط همم أبنائها، واستبداله بخطاب شحذ الهمم وزرع الأمل به، كما يستطيع كل فرد القيام بدور إعلامي في الدفاع عن قضايا الأمّة، وبمختلف اللغات من خلال وسائل التّواصل الاجتماعي، اما الدور الأهم لكل فرد فهو ممارسته للمقاطعة خاصّة اقتصادياً وثقافياً لكل من يعتدي على أمّتنا، أومن يساند المعتدي، فهذا هو دورك في التصدي لصفقة القرن.