المذيع "راشد" يغير الصورة النمطية عن ذوي الإعاقة البصرية
الوقائع الاخبارية: شعر معظم مشاهدي قناة العربية بالسعادة، أمس الثلاثاء، عند رؤية مذيع أردني وسماعه يقرأ نشرة أخبار صباحية من «عمّان» بلغة برايل المخصصة للمكفوفين.
راشد ربابعة (٢٤ عاما) تبنته «شركة إعلام وإنتاج وتوزيع فني» أردنية، وآمنت بقدراته، وعملت على تنمية مهاراته، ليطل على المشاهدين من خلال شاشات الفضائيات كمذيع، وليهشم النظرة النمطية حيال الأشخاص من ذوي الإعاقة البصرية ويخرجها من دائرة الأمور التقليدية.
اشار الى أنه قد وصل إلى ما عليه الآن بعد تغلبه على العديد من الصعوبات، ولإصراره على التحدّي.
راشد الآن على مقاعد السنة الثالثة في جامعة جدارا، تخصص الإعلام، نما حبه لهذه المهنة منذ طفولته ومارسها كهواية وفضّل بأن يعززها بالدراسة، وأن يحمل شهادتها كسلاح يستند إليه في قادم الأيام.
وعرض راشد مسيرته وتجربته خلال مرحلته التعليمية، بقوله: «درست أول ٦ سنوات في مدرسة «عبدالله بن أم مكتوم للمكفوفين» والمعروفة الآن باسم «الأكاديمية الملكية للمكفوفين»، ومن ثم انتقلت الى مدرسة حكومية في قرية جديتا التي أقطن فيها في محافظة اربد».
وأشار إلى أنه قد واجهته صعوبات كثيرة، وتحديدا في السنة الأولى من دراسته عندما انتقل إلى مدرسته في القرية ووصفها بـ"المتعبة»، إذ لم يجد قبولا من بعض زملائه، نظرا لاختلاف الثقافات.
وأضاف بأن الكتب والمناهج التعليمية غير مخصصة للأشخاص من ذوي الإعاقة البصرية، إذ لا يتوافر منها بلغة «برايل»، ما جعل والدته تلازمه، وتعاونه وتسجّل له مواده التعليمية من خلال هاتفها المحمول.
ولفت إلى أن مواقع الجامعات التعليمية غير مؤهلة لتناسب هذه الفئة من المجتمع أيضا، إذ أنها تخلو من برمجة تعمل على قراءة ما يكتب. وهذه التحديات دفعته لأن يؤجل فصلا دراسيا أثناء التعلم عن بعد بسبب جائحة كورونا كي لا يؤثر ذلك على معدله الجامعي بالسلب.
ووضّح أن تبنيه من قبل شركة اعلامية قد عززت ثقته بنفسه بشكل كبير، وأكد له بأنه يسلك الطريق الصحيح، وأن تعبه لم يذهب سدى. مضيفا إلى أنهم قد بادروا باحتضانه بين أبنائها وآمنوا بإمكانياته، وبددوا المصاعب التي تواجهه في هذا المجال.
وبيّن بأنه عند قراءته لنشرة إخبارية على سبيل المثال، فإنهم يقومون بقراءة ما سيؤديه أمام الكاميرا، وهو بدوره يترجمها ويكتبها بلغة برايل ومن ثم يقرأها. لافتا إلى أنه قد كوّن صداقة مع الكاميرا ويشعر بالثقة أمامها.


















