بسبب إغلاق الحدود وتحذيرات مالية.. تراجع حاد في تصدير السجاد الأفغاني
الوقائع الاخبارية : تقول وزارة التجارة الأفغانية إن عملية تصدير السجاد نحو الخارج تراجعت بنسبة 84% بسبب تحذيرات مالية وإغلاق الحدود مع دول الجوار، وقد تم تصدير 400 ألف متر مربع هذا العام فقط ، في حين تمكن التجار العام الماضي من تصدير نحو 2.5 مليون متر مربع.
ويقول أحمد صاحب زادة "السبب الرئيسي لتراجع صادرات السجاد هو تحذيرات مالية وإغلاق الحدود وتهريب السجاد إلى البلدان المجاورة. على الحكومة الجديدة مساعدة التجار والعاملين بهذا القطاع حتى يحافظ السجاد الأفغاني على مكانته في الأسواق العالمية".
وتنتج أفغانستان سنويا أكثر من مليوني متر مربع من السجاد، وللولايات الشمالية نصيب الأسد في إنتاج السجاد حيث تنتج نحو75%، ولكن تراجع تصدير السجاد أثر على الإنتاج بهذه الولايات.
ويقول رجل أعمال وتاجر السجاد شير محمد للجزيرة نت "هذه السنة تأثر إنتاج وتصدير السجاد بسبب التحولات السياسية وتحذيرات مالية، ولو استمر الوضع على هذا المنوال فستفقد عائلات كثيرة لقمة عيشها، وهذا أمر مقلق لنا كتجار وعاملين بهذا القطاع".
أسباب التراجع
يرى بعض تجار السجاد الأفغاني أن سبب تراجع تصدير السجاد إلى الخارج ليس له علاقة بالتحولات السياسية الأخيرة في البلاد، حيث تأثرت عملية التصدير منذ عامين بسبب التطورات الأمنية والعسكرية.
ويقول رئيس جمعية منتجي السجاد عبد الستار بك زادة للجزيرة نت "الأسباب الرئيسية لتراجع إنتاج السجاد تتمثل في عدم وجود سوق محلي وارتفاع الرسوم الجمركية وصعوبة تصدير السجاد للأسواق العالمية وتهريبه إلى دول الجوار. لقد كانت نسبة انخفاض الإنتاج قبل عامين 40% والآن ارتفعت إلى 70%، وأرى أن الوضع سيزداد سوءا".
ويعتقد العاملون بقطاع حياكة السجاد أن هناك سببا آخر لتراجع إنتاج السجاد وتصديره، ويقول تاجر السجاد عبد الكريم تركمن للجزيرة نت "ارتفاع أسعار المواد الخام وعدم وجود التسهيلات اللازمة سبب رئيسي لتراجع إنتاج السجاد".
ويعرض تجار ومنتجو السجاد على الحكومة الجديدة التي تقودها طالبان الاهتمام بوضع السجاد في عموم البلاد، لأنه يوفر فرص عمل لعائلات كثيرة، واقترن اسمه بالأفغان.
ويقول تاجر السجاد عبد الله خان للجزيرة نت "يجب على الحكومة إيجاد حلول لتصدير السجاد إلى العالم، وخفض الضرائب على المواد الخام المستوردة، السجاد مكدس بالأسواق وينتظر التصدير إلى الخارج".
وفي السنوات الأربع الماضية، توقف 40% من منتجي السجاد المحترفين عن العمل بسبب تراجع تصدير السجاد للخارج، وهذا أدى إلى نمو نسبة البطالة.
ويعمل بهذا القطاع 3 ملايين شخص بصورة مباشرة وغير مباشرة، ويقول عضو جمعية المنتجين محمد الله خان للجزيرة نت "صناعة السجاد راكدة حتى إن الحكومة تسمح دون تفكير باستيراد السجاد التركي والإيراني إلى الأسواق الأفغانية، وهذا يؤثر سلبا على المنتوج الوطني".
ويضيف "على السلطات على الأقل أن تمنع استيراد السجاد الأجنبي لأنه يدخل إلى السوق على حساب السجاد الأفغاني".
ويتهم رجال الأعمال الحكومة السابقة بأنها لم تكن جادة في تنفيذ الخطط التي أعلنتها لدعم قطاع السجاد، وكانت جميع برامجها شعارا.
ويقول خان جان الكوزي نائب رئيس غرف التجارة للجزيرة نت "بقيت جميع خطط وبرامج الحكومة السابقة حبرا على الورق، المنتجات ومنها السجاد تعاني من عدم وجود سوق محلي حتى المؤسسات الحكومية تتفادى استخدام المنتجات المحلية وتفضل المستورد، فكيف ينعش السوق المحلي".
صناعة بارزة
السجاد أحد الصناعات القديمة في أفغانستان، وله دور بارز في تحسين عجلة الاقتصاد، حيث يقول المؤرخ الأفغاني حبيب الله رفيع للجزيرة نت "يعود تاريخ حياكة السجاد الأفغاني إلى أكثر من 4 قرون، وتنتج أفغانستان جميع أنواع السجاد من الصوف والحرير، وله مكانة مرموقة في الثقافة الأفغانية، ويعتبر التجارة الرئيسية خلال الفترة الآرية".
وبعد تراجع سوق السجاد، تحول كثير من التجار وأصحاب الشركات الخاصة بحياكة السجاد إلى باكستان التي توفر لهذه الصنعة كافة المتطلبات الضرورية.
وتحاول باكستان استنساخ التجربة الأفغانية بحياكة السجاد. ويقول التاجر رحمة الله كريم للجزيرة نت "تبيع باكستان الآن نحو 60% من السجاد الأفغاني بعد عملية القص والإصلاح بالأسواق العالمية باسمها. نحن نعرف خطورة هذا على سمعة السجاد الأفغاني، ولكن ماذا نستطيع أن نفعل؟ لا شيء".
ونسج السجاد ليس بالمهمة السهلة، فهو يمر من خلال 13 مرحلة حتى يتم تحويل المادة الخام إلى السجاد، بدءا من جمع الصوف من المواشي إلى بيع المنتج إلى السوق. ويحتاج نسج متر مربع واحد عالي الجودة من السجاد على الأقل إلى شهر واحد.
ويقول التاجر عبد الكبير بيك للجزيرة نت "حياكة السجاد تحتاج إلى نفس طويل، وفي المقابل نواجه صعوبات جمة أهمها الدخل المنخفض للنساجين وعدم وجود دعم مالي من الحكومة، وزيادة استيراد السجاد الإيراني والتركي الذي يؤثر على سعر السجاد الأفغاني".
ونظرا لتقنيات المتطورة في قطاع الحياكة، فإن السجاد الأفغاني يواجه منافسة شرسة بالأسواق العالمية، لذلك لا يمكنه أن ينافس إلا بخصائصه الطبيعية وتصميماته عالية الجودة.
وتنتج أفغانستان نحو 400 نوع من السجاد بشكله التقليدي والمعاصر، ويحاول هؤلاء المصممون إنشاء تصاميم جديدة ومتنوعة للسجاد من خلال مراعاة الألوان الطبيعية في حياكة السجاد.
ويجمل رئيس جمعية النساجين تصريحاته بقوله "كنا ننافس إيران وتركيا في حياكة السجاد، والآن دخلت معظم دول آسيا الوسطى هذا السوق، وعلينا بذل جهود كبيرة والحفاظ على العراقة والنمط التقليدي في حياكة السجاد".