200 يوم على إبادة غزَّة.. إسرائيل ترتكب آلاف المجازر
الوقائع الاخبارية: يواصل أبناء قطاع غزَّة تصديهم البطولي لحرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي منذ 200 يوم، ويرحل عن أرض فلسطين الشهداء تلو الشهداء، بينهم 14 ألف طفل، و يصاب مئات الآلاف، فضلا عن المفقودين تحت الأنقاض.
ويرسم مراسل وكالة الأنباء الأردنية (بترا) في قطاع غزَّة الزميل أمجد الشوا، كشاهد عيان على 200 يوم من الإبادة الجماعية بعضا من مشاهد الموت، قائلا، ان الاحتلال يصعد عمليات القصف على منازل أصحاب البلاد في مختلف مناطق قطاع غزة ويفرض مزيدا من القيود على حركة الناس.
ولفت الشوا وهو مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية الى انه يوما بعد يوم تتكشف يوما فظائع الانتهاكات والجرائم التي يرتكبها الاحتلال ضد المدنيين الفلسطينيين، حيث تواصل طواقم الدفاع المدني العثور على مقابر جماعية لفلسطينيين قتلهم الاحتلال خلال اقتحامه وتدميره لمجمع ناصر الطبي في خانيونس، كما حدث سابقا مع مجمع الشفاء الطبي في غزة ومستشفى كمال عدوان في شمال القطاع.
وبين أن معاناة النازحين في مراكز الإيواء وفي مخيمات النزوح التي انتشرت في مختلف مناطق قطاع غزة تتزايد حيث أزمة مياه الشرب وسواه من استخدامات، وسط تحذيرات من انتشار الأوبئة والأمراض، إضافة إلى نقص الغذاء وزيادة اعتماد السكان على المساعدات القليلة المقدمة من وكالات الإغاثة المختلفة، اذ استشهد عشرات الأطفال بسبب سوء التغذية.
وأضاف ان الاحتلال لا يأبه بقرار مجلس الأمن الدولي الخاص بوقف إطلاق النار والسماح بدخول المساعدات، وكذلك بالتدابير التي اقرتها محكمة العدل الدولية حول جريمة الإبادة الجماعية.
وأشار الى ان ذلك يتزامن مع تهديدات الاحتلال باجتياح مدينة رفح حيث يقطنها اكثر من 2ر1 مليون من النازحين وسط تحذيرات بوقوع مزيد من المجازر وسقوط أعداد كبيرة من الشهداء.
وبين المكتب الإعلامي الحكومي بغزة أنَّ إحصائيات حرب الإبادة الإسرائيلية البشعة تشير إلى وقوع 3 آلاف و25 مجزرة ارتكبها جيش الاحتلال، راح ضحيتها 41 ألفا و183 شهيدا ومفقودا، بينهم 34 ألفا و183 شهيدا وصلوا للمستشفيات و14 ألفا و778 شهيدا من الأطفال، و30 طفلاً استشهدوا نتيجة المجاعة، و9 آلاف و752 شهيدة من النساء و485 من الطواقم الطبية و67 شهيدا من الدفاع المدني، و140 شهيدا من الصحافيين، و7 آلاف مفقود، و77 ألفا و143 مصابا.
وأكد المكتب أن 72 بالمئة من الضحايا أطفال ونساء، و17 ألف طفل دون والدين أو فقد أحدهما، و11 ألف جريح بحاجة للسفر والعلاج بعد أن أصبحت المستشفيات خارج الخدمة، و10 آلاف مريض سرطان ينتظرون الموت، ومليون و90 ألف مصاب بأمراض معدية نتيجة النزوح، و8 آلاف حالة عدوى التهابات الكبد الوبائي الفيروسي بسبب النزوح، و60 ألف سيدة حامل مُعرَّضة للخطر لعدم توفر الرعاية الصحية، و350 ألف مريض مزمن معرضون للخطر بسبب عدم إدخال الأدوية، و5 آلاف حالة اعتقال من قطاع غزة خلال حرب الإبادة الجماعية، و310 آلاف حالة اعتقال من الكوادر الصحية.
اضافة الى 20 حالة اعتقال صحفيين ممن عُرفت أسماؤهم، و2 مليون نازح في قطاع غزة، و181 مقراً حكومياً دمرها الاحتلال، و103 مدارس وجامعات دمرت بشكل كلي، و309 مدارس وجامعات دمرت بشكل جزئي، و239 مسجداً دمرت بشكل كلي، و317 مسجداً دمرت جزئيا، و3 كنائس استهدفها ودمرها الاحتلال، و86 ألف وحدة سكنية دمرت كلياً، و294 ألف وحدة سكنية دمرت جزئياً وباتت غير صالحة للسكن.
وقال المكتب إن آلة الموت الاسرائيلية ألقت 75 ألف طن من المتفجرات على قطاع غزة.
ولفت إلى أن العدوان أخرج من الخدمة 32 مستشفى و53 مركزاً صحياً و160 مؤسسة صحية أُخرى، و126 سيارة اسعاف استهدفها جيش الاحتلال، اضافة الى تدمير 206 مواقع أثرية وتراثية، بينما بلغت قيمة الخسائر الأولية في القطاع بفعل العدوان الاسرائيلي نحو 30 مليار دولار .
من جهتها، تقول استاذة العلوم السياسية والمتخصصة بالشأن الفلسطيني الدكتورة أريج جبر انه وبعد مرور 200 يوم على العدوان الاسرائيلي على القطاع ، يمكن القول أننا أمام أبشع المجازر بحق الإنسانية على مر التاريخ، وأمام كيان استباح الشرائع والقوانين وحقوق الإنسان والمواثيق الدولية كافة، ومعها ارتكبت ما يزيد على 3 آلاف مجزرة في أرجاء القطاع كافة أسفرت عن استشهاد نحو 34 ألفا من المدنيين وكذلك نحو 16 ألف مفقود وعشرات الآلاف من الجرحى والمصابين، بينما غدا القطاع ما بين دمار وشتات وتقطيع أوصال ومقابر جماعية.
واشارت الى جبر ان الوصف الأكثر دقة هو أننا أمام نكبة مكتملة الأركان في ظل صمت دولي مطبق، زاد الواقع رعبًا وأسفر عن تهديد بإبادة فعلية تضرب رفح ودير البلح.
وتابعت موضحة ان ما يهم هنا هو الإشارة إلى أن الأردن بقيادته وبتحركات وزير الخارجية كانت صنو فلسطين والسند الظهير الحقيقي لمطالب الشعب الفلسطيني، فكان الأردن أول من كسر حصار قطاع غزة عبر الإنزالات الجوية المتكررة بجهود بواسل سلاج الجو ليقدم الأردن انموذجا استعانت به جملة من دول العالم، لتقديم مساعدات اغاثية للقطاع ، اضافة لجهود أطباء وعناصر المستشفى الميداني، وقوافل المساعدات الطبية والإنسانية.
ولفتت كذلك الى أهمية التحركات الملكية نحو القوى الغربية والولايات المتحدة الأميركية والقوى الفاعلة والوازنة عربيًا ودوليًا للحيلولة دون تصاعد العدوان والسعي لحثيث لوقف العدوان وصولا للحل السياسي، والتحذير من مغبة الاجتياحات أو توسع أعمال العدوان والعنف أو التهجير، بشكل سيقود المنطقة غلى أزمة إقليمية لا يمكن ضمان وقف امتدادتها.
من جانبها، قالت الخبيرة في مجال حقوق الانسان الدكتورة نهلا المومني : بعد مرور مائتي يوم على العدوان على غزة ما تزال آثار الانتهاكات الإسرائيلية بازرة للعيان، لا بل مع مرور الساعات تتضح انتهاكات اقل ما يمكن وصفها بالجسيمة.
وتتخذ هذه الانتهاكات اشكالا متعددة ابتداء من القتل المتعمد للمدنيين وصولا إلى الابادة الجماعية الممنهجة ووضع الافراد في ظروف تؤدي إلى هلاكهم كليا أو جزئيا والاعتقال والتعذيب وسرقة الأعضاء والتنكيل بالافراد احياء وامواتا وقصف المستشفيات والمدارس وقطع الإمدادات الطبية والغذائية وتعمد قتل الاطفال وعمال الاغاثة المحليين والدوليين ومحاصرة المستشفيات وغير ذلك.
واضافت المومني انه في ظل هذا العدوان يجب أن لا ننسى دوما موقف الاردن ممثلا بجلالة الملك عبدالله الثاني الذي ارسل رسائل للعالم عبر خطاباته بضرورة وقف العدوان وكان من اول من وضع هذا العدوان في مقاربة حقوقية تبين مخالفة القانون الدولي وانتقائية التطبيق وكذلك كان الاردن بتوجيهات الملك اول من كسر الحصار على قطاع غزة بعمليات إنزال جوي شجاعة.