انطلاق جولة جديدة من التفاوض لوقف النار وتبادل الأسرى
الوقائع الإخبارية : استشهد أكثر من 30 فلسطينياً في جريمة جديدة للاحتلال على مدرسة جنوبي غزة، وذلك على وقع انطلاق جولة جديدة من مفاوضات تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، بحضور الوسطاء ووفد أميركي، أمس في قطر، على أن تعود إلى القاهرة غداً، في ظل خلاف بين الاحتلال وحركة "حماس" حول الكثير من القضايا، وفي مقدمتها أمد الحرب، بين الوقف الكامل والمؤقت.
وتتواصل الجهود بكثافة من أجل تقريب وجهات النظر بين الاحتلال و"حماس" للوصول إلى اتفاق قريب للتهدئة، خلال مفاوضات الدوحة بحضور وفود من مصر وقطر والولايات المتحدة الأميركية والاحتلال، لبحث صفقة تبادل الأسرى.
ويتضمن جدول الأعمال تثبيت وتعزيز الاتفاقيات بين الأطراف التي تمت الموافقة عليها كجزء من الخطوط العريضة التي قدمها الرئيس الأميركي "جو بايدن" ووافق عليها مجلس الأمن الدولي، بالإضافة إلى بناء آلية لتقليص الفجوات بين الاحتلال و"حماس".
وتأتي زيارة الوفد الأميركي، برئاسة مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "وليام بيرنز"، للمنطقة من أجل الضغط لجهة وقف إطلاق النار في قطاع غزة، حيث التقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أول من أمس في القاهرة، والذي بدوره أكد الموقف المصري الرافض لاستمرار العمليات العسكرية في القطاع.
وقد أكدت حركة "حماس" أن هجوم الاحتلال الجديد ضد غزة يهدد محادثات الهدنة في لحظة حاسمة، داعية الوسطاء إلى كبح جماح رئيس حكومة الاحتلال، "بنيامين نتنياهو"، لوقف عدوانه.
في حين حدد المتحدث باسم الخارجية الأميركية موقف واشنطن من المحادثات الجارية، قائلا: " ملتزمون بإنهاء الحرب في غزة وتخفيف المعاناة الإنسانية على المدنيين هناك، ومتفائلون بالتقدم المحرز، ولكن هذه العملية ستستغرق بعض الوقت".
وأشار إلى انه تم نقاش خطوات إضافية وقضايا عالقة بين "نتنياهو" والرئيس "بايدن" الأسبوع الماضي لتسهيل إتمام صفقة.
وأكد أن الولايات المتحدة تعمل بنشاط مع شركائها، بما في ذلك مصر وقطر، لضمان تحقيق وقف فوري لإطلاق النار وإعادة جميع الأسرى إلى عائلاتهم، كما تدعم جهود الوساطة وتأمل أن تؤدي إلى تخفيف العنف وتحقيق الاستقرار في المنطقة.
وتابع: "من المهم التذكير بأن النجاح في المفاوضات يتطلب تنازلات من جميع الأطراف والتزاماً جاداً بالعملية الدبلوماسية، ومع ذلك لا يمكننا التكهن بنتائج المفاوضات الحالية، لكننا ملتزمون بدعم جهود السلام والاستقرار في المنطقة، وفق قوله"
من جانبه، حمل رئيس المجلس الوطني الفلسطيني، روحي فتوح، المجتمع الدولي ومجلس الأمن المسؤولية الكاملة عن الاستهداف اليومي والمتكرر للمدارس والعمارات السكنية والمنشآت المدنية من قبل حكومة اليمين الفاشية.
وقال فتوح، في تصريح له أمس، إن هذه الجرائم تتكرر كل يوم أمام سمع العالم ومراقبته دون التدخل والاكتفاء ببيانات الإدانة والاستنكار.
وأضاف، إن تصميم جيش الاحتلال على استهداف النازحين في المدارس تسبب بإبادة مئات من الضحايا من المدنيين، وآخرها سقوط عشرات الشهداء والمصابين بجريمة قصف مدرسة العودة في بلدة عبسان، دليل ثابت على أن الاحتلال يستهدف إبادة الشعب الفلسطيني.
وأكد أن الأعداد الكبيرة من الضحايا الأبرياء في صفوف المدنيين هي نتاج تعمد جيش الاحتلال القصف المركز للمدنيين لإجبارهم على الهجرة والنزوح القصري وترك بيوتهم.
وقال، إنها جريمة العصر والإبادة الجماعية والتطهير العرقي التي يتعرض لها الأطفال والنساء في قطاع غزة، والتي حولت مدن القطاع إلى مناطق لا تصلح للسكن والحياة الآدمية، بينما حجم المأساة التي تسبب فيها القتل والإبادة والدمار والحصار والتجويع والتهجير القسري أكبر وأشد من كل وصف، مأساة لم يشهدها التاريخ الإنساني.
واتهم فتوح، الإدارة الأميركية بأنها شريك بالمجازر والتطهير العرقي بدعمها وامداد حكومة الاحتلال الفاشية بأخطر أنواع الأسلحة المحرمة دولياً، والتي تسمى القنابل الذكية المصممة لقتل الأبرياء والتي تتوافق مع مواقف هذه الإدارة الظالمة وغير النزيهة في مواقفها.
كما طالب فتوح، الحكومات والمنظمات والهيئات الدولية بتحمل مسؤولياتها واتخاذ خطوات جادة وعملية لوقف حرب الإبادة ولجم الاحتلال عن الجرائم التي يرتكبها وتقديم المسؤولين من حكومة اليمين وقادة الجيش المتورطين بعمليات الإبادة لمحكمة جرائم الحرب.
في سياق متصل، قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إن الاحتلال يستخدم فيما يبدو النازحين والمدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة كأداة ضغط وابتزاز سياسية من خلال توسيع دائرة استهدافهم وتجويعهم، في ظل الحديث عن عودة التفاوض للوصول إلى إعلان هدنة للحرب الصهيونية المتواصلة على القطاع.
وأكد الأورومتوسطي في تصريح صحفي امس، أن استهداف جيش الاحتلال مراكز النزوح ومحيطها وتنفيذ عمليات قتل جماعي بحق النازحين والمدنيين، في وقت يواصل فيه الكيان الصهيوني منع عودة النازحين قسرًا إلى أماكن سكناهم وتستمر بتجويعهم وتعطيشهم وحرمانهم من المواد الأساسية التي لا غنى عنها للبقاء، ومنع دخول المساعدات الإنسانية، يعد إصرارًا على ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية بكافة الطرق ضد الفلسطينيين في القطاع.
وأوضح الأورومتوسطي أن طائرات الاحتلال أطلقت، عدة صواريخ تجاه مجموعة من السكان والنازحين، الذين أضناهم النزوح القسري المتكرر والتنقل من مكان لآخر على بوابة مدرسة "العودة" في عبسان الكبيرة شرقي خانيونس جنوبي قطاع غزة، والتي تؤوي آلاف النازحين قسرًا.
وأشار المرصد الحقوقي، إلى أن هذا الاستهداف أوقع ما يقرب من 32 شهيدًا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، بعضهم تحول إلى أشلاء، إضافة إلى أكثر من 50 جريحًا.
وبيّن الأورومتوسطي أن معلوماته الأولية بناءً على معاينة شظايا القنابل التي استخدمت في القصف، تشير إلى استخدام القنابل الأميركية التي تكرر استخدامها في عدد من عمليات القتل الجماعي واستهداف المدنيين في غزة.
وشدد على أنه في الوقت الذي لا يوجد فيه أي مبرر لارتكاب تلك الجرائم، فإن استمرار تنفيذ جيش الاحتلال لها يهدف بشكل رئيس إلى استخدام المدنيين كأداة ضغط وابتزاز والقضاء على الفلسطينيين وسط صمت دولي على جريمة الإبادة الجماعية، التي يرتكبها الاحتلال في القطاع منذ 7 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، مضيفًا "حيث يواصل الاحتلال قصف مراكز الإيواء التي ترفع علم الأمم المتحدة واستهداف من فيها مرة تلو الأخرى، دون أن يتبلور موقف دولي لوقفها".
وأشار المرصد الحقوقي إلى أنه رصد تصاعدًا كبيرًا في الحرب الصهيونية على قطاع غزة منذ الحديث عن عودة التفاوض للوصول لإعلان هدنة، ما يدلل على أن الاحتلال يمارس ضغوطًا من خلال توسيع دائرة استهداف وقتل المدنيين وتجويعهم، واستخدامهم كأداة ابتزاز سياسية دون إيلاء اعتبار للقانون الدولي.