نساء مؤثّرات في حياة ترمب... من أمّه العاملة المنزلية إلى محاميته العراقية
الوقائع الاخبارية:إذا أردتَ أن تحلّ لغزاً في حياة رجلٍ ما، «ابحث عن المرأة»؛ هذا ما تقترحه مقولة فرنسية شعبية. أما إذا أردتَ أن تكتشف الوجه الآخر لدونالد ترمب، فابحث عن النساء في حياته، وهنّ كثيرات. لكن على كثرتهنّ، يبقى لوالدته ماري آن ماكليود الأثر الأكبر على شخصيّته وعلى علاقاته بالجنس الآخر.
يكفي النظر إلى تسريحة السيّدة ترمب خلال سنواتها الأخيرة، لاتّضاح صورة تأثّر الابن بأمّه.
ماري آن ماكليود ترمب (إكس) ودونالد ترمب
أمومةٌ محكومة بالجفاء
لا يقتصر أثر ترمب الأمّ على تسريحة الشَعر، إذ تتحدّث ابنتها عنها في أحد كتب السيرة الذاتية الخاصة بالرئيس الأميركي قائلةً: «كانت أمي نجمة العائلة وقلبها النابض في كل المناسبات». كما عُرف عنها أنها كانت تتجوّل بسيارة «رولز رويس» زهريّة اللون. ولعلّ ابنَها أخذ عنها حب الاستعراض.
هاجرت ماري آن ليود من اسكوتلندا إلى الولايات المتحدة عام 1930. تنقّلت بين بيوت نيويورك كعاملة منزلية، ليبتسم لها الحظ بعد 6 سنوات وتلفت أنظار مطوّر العقارات الناجح فريدريك ترمب.
بعد زواجها، انخرطت في الأنشطة الاجتماعية والأعمال الخيرية. إلّا أنها، جرّاء إنجاب ولدها الأصغر روبرت، واجهت صعوباتٍ صحية تركتها طريحة الفراش لمدةٍ طويلة، مما أرغمها على إهمال ابنها دونالد الذي لم يكن قد بلغ الثالثة من عمره حينها.
ووفق تحقيقٍ أجرته صحيفة «بوليتيكو»، فإنّ ذلك الانفصال القسري أثّر على علاقتهما لاحقاً وقطع التواصل إلى حدٍ كبير بينهما.
هذا يفسّر تغييب ترمب لوالدته عن خطاباته العامّة، واقتصار كلماته القليلة عنها على صفات مثل «جميلة» و«ربة منزل كلاسيكية». في المقابل، ووفق سيرته الصادرة عام 2005 بعنوان Trump Nation، فإنّ دونالد ترمب كان متأثراً جداً بوالده الذي علّمه كل شيء، وفق تعبيره.
وحدها صورة فريدريك ترمب تربّعت خلف مكتب الرئيس في البيت الأبيض خلال ولايته الأولى، ولم تنضمّ إليها صور الوالدة وباقي أفراد العائلة سوى بعد أشهر.
دونالد ترمب مع والدَيه فريدريك وماري آن في الأكاديمية العسكرية
الزوجة الأولى وهوَس الشهرة والمال
هذه الصورة المشوّشة التي احتفظ بها دونالد ترمب عن والدته، انعكست على علاقاته بالنساء لاحقاً، ولعلّها تفسّر كذلك نزعته الذكوريّة التي تجلّت من خلال خطاباتٍ مهينة في حق المرأة وقضايا تحرّش واعتداءات وخيانة زوجيّة.
انتقى زوجته الأولى مهاجرةً كما أمّه؛ إيفانا زلنيكوفا، بطلة التزلّج وعارضة الأزياء ذات الأصول التشيكوسلوفاكية، ارتبطت بترمب عام 1977. سحرته بجاذبيّتها قبل أن يكتشف ذكاءها الذي جعلها تلعب دوراً محورياً في تطوّره المهني ودخوله المجتمع المخملي؛ حتى أنها تولّت مسؤوليات إدارية كثيرة في شركاته.
تزوّج دونالد ترمب إيفانا زلنيكوفا في عام 1977
التقى دونالد وإيفانا على الطموح اللا محدود، وحب المال والشهرة إلى درجة أنهما مثّلا معاً في إعلانٍ لـ«بيتزا هت». وحتى في أعتى سنوات الخلاف بينهما والذي أدى إلى الطلاق عام 1992، حافظت على صلابتها رافضةً انتقاده في العلن على قاعدة «لا تفقدي صوابك بل احصلي على كل شيء»، وهي العبارة التي قالتها في إطلالة سينمائية خاطفة لها عام 1996.
رغم الخيانة والطلاق، بقيت العلاقة جيّدة بين دونالد ترمب وإيفانا، إلى درجة أنه استضاف حفل زفافها الرابع في دارته في مارالاغو عام 2008.
دونالد ترمب والزوجة الثانية
خان ترمب إيفانا مع مارلا مايبلز التي أصبحت زوجته الثانية عام 1993 بعد علاقة استمرت 9 أعوام. جلبت له تلك العلاقة الكثير من الفضائح، التي سالت لها الأقلام واشتعلت بها عدسات الصحافة. مارلا الآتية هي الأخرى من عالم الأزياء والأفلام، لم توفّر فرصةً لإخبار إيفانا عن علاقتها بزوجها. لكنّ الزواج الثاني الذي لحق الطلاق الأول، لم يدُم أكثر من 4 سنوات، اكتفت بعدها مايبلز بمليونَي دولار من ترمب وبعلاقة ودية معه.
مارلا مايبلز الزوجة الثانية لدونالد ترمب
ميلانيا... انسحابٌ فعودة
ابحثوا عن الأم من جديد فتعثرون عليها في ميلانيا كناوس، عارضة الأزياء اليوغوسلافية التي هاجرت عام 1996 إلى نيويورك للعمل. ليست الهجرة القاسم المشترك الوحيد بين المرأتين، فالمسافات باعدت ما بين دونالد ترمب وزوجته الثالثة كما فعلت مع والدته.
بعد علاقة استمرت 6 سنوات وتخللتها فترات انفصال عدة، تزوّج دونالد وميلانيا عام 2005. سرعان ما أنجبت ابنهما بارون، ما حتّم عليها الاهتمام به وما فتحَ المجال أمام ترمب لإقامة علاقات خارج إطار الزواج. وعلى خلفية فضيحة تورّطه بعلاقة مع الممثلة ستورمي دانييلز عام 2016، تحدّثت تقارير إعلامية عن مزيدٍ من البعد بين دونالد وميلانيا، التي باتت تنام في غرفة مستقلة وتتجنّب قضاء وقتٍ طويل مع زوجها.
ظهر هذا الجفاء خلال ولاية ترمب الرئاسية الأولى، إلا أنه من المتوقّع أن تنقلب الصورة في الولاية الثانية. فوفق الخبراء والمتابعين، ستضاعف السيدة الأولى نشاطها وإطلالاتها إلى جانب زوجها.
من المتوقع أن تقوم ميلانيا ترمب بجُهدٍ من أجل الانخراط أكثر في دورها كسيّدة أولى
ابنة ترمب المفضّلة
في تقريرٍ نُشر عام 2018، وصفت مجلة «فانيتي فير» ابنة ترمب من زواجه الأول، إيفانكا، بأنها «المفضّلة لديه من بين أولاده». وقد جاهر الرئيس الأميركي بإعجابه بمؤهّلات ابنته القياديّة، أما هي فبادلته التقدير إذ رافقته في محطات محورية من رحلته السياسية.
خلال ولاية ترمب الرئاسية الأولى، كانت إيفانكا مستشارة في فريق والدها وتولّت إدارة مكتب المبادرات الاقتصادية والرياديّة. لاحقاً، ترأست بعثاتٍ أميركية إلى الخارج في إطار تمكين المرأة. كما شاركت الابنة الكبرى عام 2019 في المحادثات التي جمعت والدها برئيس كوريا الشمالية كيم يونغ أون.
من دون أن تتّضح الأسباب العميقة خلف قرارها المستجدّ، صرّحت ترمب بأنها لن تعود إلى البيت الأبيض خلال ولاية والدها الثانية. عزت ذلك إلى أمرَين، أوّلهما حاجة أولادها إليها، أما الثاني فهما «العتمة والسلبيّة اللتان تلفّان عالم السياسة».
رغم غيابها عن فريقه الحاليّ تبقى إيفانكا ترمب الابنة الأقرب إلى قلب أبيها
تيفاني أقلّ حظوة
المسافات التي زُرعت بين ترمب ووالدته ثم زوجته الثالثة، انسحبت على علاقته بابنته من زواجه الثاني، تيفاني. كبرت ابنة مارلا مايبلز مع والدتها في كاليفورنيا، ولم تكن تلتقي بوالدها في نيويورك سوى خلال الإجازات والمناسبات.
تكتفي بإطلالات قليلة إلى جانبه وتقول إنه «أبٌ مُحبّ وخفيف الظل»، إلّا أنّها لا تقترب منه بقدر ما يفعل باقي إخوتها.
تيفاني ابنة دونالد ترمب من زواجه الثاني
جيشٌ من المستشارات
رغم علاقته غير المتّزنة بالنساء، فإنّ ترمب يحيط نفسه بفريقٍ من المستشارات.
من بين هؤلاء لارا، زوجة ابنه إريك، وهي منتجة تلفزيونية انخرطت بقوّة في حملتَيه الرئاسيتَين.
لطالما دافعت عن سياساته في إطلالاتها الإعلامية، كما تجنّدت لارا ترمب في حملات جمع التبرّعات ولم توفّر جهداً في التواصل مع الناخبين والتنقّل بين الولايات لهذا الهدف.
ترمب مع زوجة ابنه ومستشارته لارا ترمب
تتربّع سوزي وايلز في صدارة مستشارات دونالد ترمب، متوليةً رئاسة فريقه الرئاسي، بعد أن كانت مديرة حملته الانتخابية. يصفها متابعون بأنها القوّة الصامتة التي دفعت به إلى البيت الأبيض من جديد.
هي من السيدات القليلات اللواتي أثنى عليهنّ ترمب من على المنابر، واصفاً إياها بالقوية والذكية والمحترمة.
وقد تكون وايلز من بين نساءٍ معدودات يوليهنّ الرئيس الأميركي ثقته، بعد أن خاضت معه 3 حملات رئاسية. ويقول كريس لاتشيفيتا، الذي عاونها في إدارة الحملة الرئاسية، إن «الشخص الأول الذي يكلّمه ترمب في بداية نهاره والشخص الأخير الذي يسمع له في نهاية اليوم، هي سوزي وايلز».
رئيسة فريق ترمب في البيت الأبيض سوزي وايلز
من بين النساء المؤثرات كذلك ضمن فريق ترمب، مهاجرةٌ أخرى هي المحامية العراقية الأميركية ألينا حبة. انضمت إلى فريقه القانوني عام 2021 ثم التحقت بحملته الانتخابية.
ترمب مع محاميته ذات الأصول العراقية ألينا حبة
رافعت ألينا حبة عن ترمب في قضايا مثيرة للجدل، فائزةً بمعظمها. وكدليلٍ على ارتباط ترمب الوثيق بحبّة، قال في تصريح له إنها «ثابتة في وفائها ومدافعة شرسة عن العدالة».