تعويض الحصص: دق الماء في الإناء

تعويض الحصص: دق الماء في الإناء
اعتقد ان الحديث عن تعويض الحصص الضائعة على ابنائنا الطلبة، بسبب اضراب ابنائنا المعلمين، الذي دخل اسبوعه الثالث وبلا افق لوقفه، يحتاج الى فحص والى اعادة نظر حازمة موضوعية. فإذًا، إذا كان تعويض الحصص الضائعة ممكنا، فإنه في تقديري، غير عملي وغير صحي وغير مفيد. وذلك للأسباب التالية -ولغيرها مما يخفى علي-: أولا: عدد الحصص اليومية التي يقدمها المعلم كبير. فنصاب المعلم يتراوح ما بين 14 إلى 24 حصة اسبوعيا -حسب صعوبة المواد-. وهي حصص تحتاج إلى تحضير وإلى استعداد مضن مسبق، علاوة على ان المعلم مثقل بواجبات اخرى، غير اعباء هذا النصاب، هي الاشراف على النشاطات الرياضية والفنية والعلمية والثقافية والمناوبة وتربية الصف والمقصف ... الخ. ثانيا: عدد الحصص اليومية التي يتلقاها الطالب هو عدد كبير، وبالكاد يتحملها الطالب كما هي الآن، بدون إضافة حصص تعويض، وبدون اللجوء إلى دوام جزئي ايام السبت. يا سادتي يا كرام، ان عدد الحصص اليومية الان، لطالب المرحلة الاساسية الدنيا، هو 5 حصص. و عدد الحصص اليومية الآن، هو 6 حصص لطالب المرحلة الأساسية العليا. علما ان مدة الحصة هي 45 دقيقة. إن أية زيادة على الحصص اليومية، سيتلقاها الطالب وهو مرهق وربما وهو نائم. وسيؤدي هذا الحمل الزائد الى انفجار قدرة الطالب -والمعلم- على التحمل، حالها حال القشة التي قصمت ظهر البعير. ثالثا: بنى الآباء والأمهات نظامهم الحياتي، وفق ايقاع المواءمة بين دوامهم في وظائفهم وتوقيت دوام أبنائهم الطلبة. فإفطار الاسرة والغداء، مغادرة البيت واغلاقه صباحا، وفتحه عصرا، المواصلات ذهابا وايابا ... الخ. لذلك ارجو من طرفي المعادلة ان يسارعا بلا اي ابطاء، الى حلحلة وحل هذه المشكلة التي يسهل حلها عندما تتوفر الثقة وحسن النوايا والتصرف اننا فريق واحد. واول الأمر وآخره، ثمة مصلحتان لا مصلحة واحدة، هما مصلحة الطالب ومصلحة المعلم. مطلوب من طرفي الحل -ولا اقول طرفي الأزمة او طرفي النزاع والصراع- ان يضعا هذه المعادلة الرقمية في الاعتبار، وأن يعملا على ان لا يطول امد الإضراب اكثر مما طال. وقصة تعويض الحصص، مثل «دق الماء في الإناء».

تابعوا الوقائع على