منصات العبث!

منصات العبث!
تحولت قضیة إضراب المعلمين إلى منصة لنثر الشائعات في الهواء وشهية انفتحت ولعاب جاهز لأن يسيل ويقذف بالقذارة فتخرج أصوات لاذت بشتاء طويل فيصبح الرأي المأجور للحقد وطنياً ويصبح القلم المأجور للوطن خائنا، وهذه الأخبار السيئة عن البلد على مواقع التواصل وفِي الجلسات العامة تذهب مباشرة إلى رجال الأعمال في الداخل والخارج فيستنكفون عن الاستثمار ويترددون في توسيع نشاطهم ويقلصون عدد الوظائف فيتراجع الإنتاج وتتغذى البطالة وهذه الأخبار السيئة تذهب إلى السياح وإلى المواطنين الراغبين في التجوال، فيغيرون وجهاتهم وتصبح البلد منفرة وكأن المطلوب هو ان يلزم الناس بيوتهم فلا يرتادون المطاعم ولا الأماكن العامة وحضورهم لحفلة في العقبة «عيب» لأن البلد في وضع اقتصادي سيء ولأن هناك معلمين محرومين من لقمة العيش مضربين، كيف سينشط الاقتصاد إذن كيف ستتحرك التجارة وكيف ستنتعش السياحة التي يعيش على أرزاقها مئات الألاف من المواطنين؟!.

هذا تكریس مثیر لفجوة الثقة، عندما تطال اتهامات «الفیس بوك» و«تویتر» وصفحات ولدت فجأة وكلام طائش لاشخاص تقلدوا مناصب كبیرة, ما ان تقاعدوا حتى تحولوا الى طابور خامس وسادس وسابع.. وأنا اسأل «إذا كنت يا هذا وَيَا ذاك مطلع على الفساد الذي تتحدث عنه لما كنت في المنصب فلماذا صمت آنذاك»!؟.

منصات العبث جاهزة تستعجل الفوضى وزعزعة الثقة وترهيب الناس وتنفير الأعمال والسياح، والحالة هذه ينتقل التردد والخوف من اتخاذ القرار إلى الوزراء والمسؤولين لأن هناك في صفوف الموظفين من هو جاهز لتسريب الكتب وإثارة الرأي العام.

من له مصلحة في تسويق هذا البلد وكأنه من ورق يخاف من المستقبل ولا يثق فيه من له غاية في أن تخل البلاد في فصل خریف عصیب ومظلم وطويل!؟.

يجب أن لا تنجح صناعة الإثارة في تحویل الأردن إلى ساحة مفتوحة امام الشكوك وتقویض الثقة بالإدارة العامة.

إذا كانت دوافع هؤلاء هي الإصلاح فليست هي الطريق هي لنشر الإشاعات الهدامة وإثارة الرعب والإساءة للروح المعنوية والفرق شاسع بين من ينتقد ويرفع شعارات من أجل الإصلاح وتصحيح الأخطاء والانحرافات، وبين من ينتقد بقصد إضعاف البلد.

ما أسوأ من ذلك هو إستجابة المسؤولين إلى مثل هذه الشائعات فمنهم من يرتجف ويستجيب ومنهم من يخاف المواجهة.
تابعوا الوقائع على