الولاء ليس تهمة من قال ذلك؟

الولاء ليس تهمة من قال ذلك؟
في أميركا تستطيع أن تقاتل عن الحزب الديمقراطي, وتشيطن خصمك الجمهوري ولا أحد سيتهمك في الولاء للمبادئ والحزب, حتى في إسبانيا لم تعترض الدولة, ولم يقم أحد من أهالي ضحايا الجنرال فرانكوا, بإدانة من وقفوا في المقبرة واحتجوا على نقل رفاته... مع أن فرانكوا اتهم بارتكابه مجازر دموية هي الأعنف في أوروبا, لكنه ظل في عيون البعض رمزا للوطنية والمبادئ.

لا أحد يستطيع أن يمنع شابا متحمسا, من وضع صورة جيفارا على قميصه..لا أحد يجرؤ في العالم كله، على منع صبية من حمل قناعات ومبادئ (ارنستو تشي جيفارا)... ولا أحد في أوروبا والعالم سيجرؤ على منع صور وأغاني (بوب مارلي)..وهو يدخن (الحشيشة), تخيلوا حتى (الحشيشة) عند البعض صارت عشقا ومباهاة, حين يدخنها (بوب مارلي)...

(عبدالله أوجلان), تركيا اتهمته بالإرهاب واعتقلته من أقصى منطقة في إفريقيا, لكن أحدا في العالم لا يجرؤ أن يمنع صبية كردية تقيم في ألمانيا من وضع صوره على القميص, ولا أحد يجرؤ من منع مئات الألوف من الأكراد على الغناء له والسير في مبادئه, وتبني أفكاره في القضية الكردية.

من صفات البشر الولاء لقائد أو حزب أو مبدأ, من صفات البشر الإنتماء لتيار أو جماعة أو معتقد.

في الأردن الصورة غريبة جدا, إذا امنت بوطني وتغنيت به وقلت أنه ما زال سالما.. سأكون (سحيجا), وإذا كتبت للملك ودافعت عن شيبه وحضوره, وتفاخرت بولائي.. سأكون من كتاب التدخل السريع، وإذا هاجمت فكرة ما أو حزبا, وفردت قناعاتي... على الطاولة, حتما سأكون مخبرا...

في الأردن, الحب تهمة.. والولاء تهمة, والوطنية صارت أمرا مشكوكا به, أنت على كل حالاتك مدان.. بالمقابل من يهتف عكس الولاء والإنتماء والوطن, هو الحالة التي يجب أن يقاس عليها...

أي وطن هذا الذي صار يعاقبك على الحب؟
تابعوا الوقائع على