عبدالقادر..

عبدالقادر..
أتابع برنامج الزميل عبدالقادر الحنيطي (أبو الشايش) على إذاعة أمانة عمان, من المستحيل أن تفوتني حلقة من (بيت القصيد).. وبالطبع أرسل له تعليقات على الصفحة, وأتبادل مع المعلقين القصائد النبطية...

(ابو الشايش).. لم يتخرج من (هارفارد), وهو للعلم لايعرف شيئا عن (مالتوس) ونظرياته في الإقتصاد, وهو غير مطروح أبدا في بورصة الحكومات, كي ينافس على وزارة التخطيط, (وأبو الشايش) لا يجيد الإنجليزية, ولا يصنف نفسه على أنه ليبرالي... كما أنه لا يملك نظرية في الأحزاب مثل نظرية سامي الداوود مثلا, أو موسى المعايطة.

(ابو الشايش) ينتج الشعر والحب فقط... وتلك أصعب صناعة عرفتها البشرية, فمن السهل أن تنتج الكره والخراب.. لكن الحب انتاجه صعب جدا, لأنك تحتاج لقلب خال من الكدر والضغينة والكره.

يبث برنامجه على (الفيس بوك), وأنا أعلق واخر مرة طلبت منه أغنية (ظبي الجنوب) لمحمد عبده, وأحيانا أطلب منه أن يقرأ لي من قصائد الشاعر (السديري)... وذات مرة أردت اختباره, فارسلت له طلبا, أن يقرأ لي من قصائد (راكان بن حثلين).. وهو في المعتقل بتركيا, واكتشفت أن (ابو الشايش) يحفظ سيرة (بن حثلين) عن ظهر قلب.

في بلادنا بقدر ما نحتاج لمن يملكون, نظرية في الإقتصاد وتخفيض العجز, نحتاج أيضا لم يملكون قلبا له هوية, فالبداوة ليست طبعا ولا نمط حياة, ولكنها هوية بنيت على السيف والقصيدة والتضحية... والهوية تصنع وطنا في حين أن الوطن من المستحيل أن ينتج هوية.

هات يا (أبا الشايش) ما عندك هذا المساء, إقرأ لي قصيدتك التي نظمتها أمس, بعدما جاءت إليك الهواجس من جنوب أتعبته المسافات وأتعبه الشوق, إقرأ يا ابن عمي... أنت أصلا أهم من الجميع بما فيهم أنا.. لأني منذ أن عرفتك, وأنت تقاتل إما عن بداوتك الأصيلة وإما عن هويتك.. وسيفك هو الشعر وترسك في الدفاع عنا هو قلبك.

وها أنا أكتب مقالي, وأستمع لبرنامج (بيت القصيد) على إذاعة أمانة عمان, وفرح جدا بشاعر... فما زال يدافع عما تبقى فينا, من هوية وحضور...

ما ظل غيرك يا عبدالقادر يعبر عن قلبي, في حين أن الكل احترف اغتيال القلب.
تابعوا الوقائع على