«الإخوان المسلمين»: الاصطفافُ مع الغزو التركي!! (1-2)

«الإخوان المسلمين»: الاصطفافُ مع الغزو التركي!! (12)
غزا الجيشُ التركي شمالَ سوريا يوم 9 تشرين الأول الماضي، وسط تبريرٍ هشٍّ من الحكومة التركية، رغم توجيه آلاف المساجد التركية والعربية ومساجدِ الإقليم حتى السنغال، إلى الدعاء للغزاة بالنصر. في الأثناء، سقط جرّاء العدوان التركي مئاتُ الضحايا ، وكان مئات آلاف المُهجّرين واللاجئين الأكراد والسوريين، يهيمون في الجبال، يبحثون عن ملجأ آمنٍ لأطفالهم وأُسَرِهم، في نوبة تهجيرٍ جديدة. لقد أَعلت تنظيمات الإسلام السياسي، بقيادة «تنظيم الاخوان المسلمين الدولي» المصالحَ على المبادىء، وتواطأت مع حزب العدالة والتنمية التركي، فأيّدت الغزوَ والعدوان التركي لسببين: الأول: مقايضة وسداد دَيْنٍ لموقف أردوغان، الذي يوفر ملاذاتٍ آمنةً في تركيا للإخوان المسلمين المصريين خاصة، والعرب عامة. الثاني: محاولة أردوغان، من خلال مسار الأستانة، ترتيب دورٍ سياسي لتنظيم الإخوان المسلمين في مستقبل سوريا. لقد أدان وزراءُ خارجية الدول العربية، العدوانَ التركي على سوريا، ووعد الوزراء ان «يتم النظر في اتخاذ إجراءات سياسية واقتصادية وسياحية، فيما يتعلق بالتعاون مع تركيا». وانتظرنا من تنظيم إلاخوان المسلمين الأردني، موقفًا يدين العدوان التركي على سوريا، ويدين احتلالَ اراضٍ عربية سورية، دون جدوى. فقبل أن أكتب هنا، سألتُ القياديين الإخوانيين السيدين مراد العضايلة وزكي بني ارشيد: هل صدر عنكم بيانٌ أو تصريحٌ يتعلق بعملية نبع السلام التركية في سوريا؟ كان الجواب: لم يصدر. ويثير السخطَ، ان هذا الغزو التركي، يتم بذريعة القضاء على الإرهاب، وبحجة إعادة اللاجئين إلى ديارهم!! لقد ساهم الاكرادُ السوريون إلى حد كبير في القضاء على تنظيم داعش في مناطقهم، وفي سجونهم نحو 10 آلاف معتقل من تنظيم داعش الإرهابي. كما أن الغزو الجديدَ قذف بمئات آلاف السوريين الأكراد والعرب، خارج ديارهم الآمنة وحوّلهم الى لاجئين. وها هو أمامنا، النموذج الأردني النزيه الخالي من شهوة التوسع لحل المشكلات مع الجوار. فقد نجح الأردنُّ بالتعاون مع روسيا واميركا والشركاء الدوليين، في إيجاد منطقةٍ آمنةٍ في جنوب سوريا، والقضاء على جيب داعش الإرهابي في حوض اليرموك، ومنعَ اقتراب الميليشيات الإيرانية من حدودنا، لمسافةٍ أقلها 50 كم، مما أدى الى إعادة سكان جنوب سوريا إلى ديارهم، وأعاد الحياةَ الطبيعية إليها. ويظل الموقف الأردني من الأزمة السورية هو الأبرز، وهو العملُ على حلٍّ سياسي يضمن أمنَ سوريا واستقرارَها ووحدةَ أراضيها. للأسف الشديد، إن تواطؤ «الإخوان المسلمين» مع الغزو والاحتلال التركي، بلغ حدًا مذهلاً مفرطًا من الانتهازية السياسية والتخلي عن المبادئ، والاصطفاف مع الغزو التركي! إنه موقف الانفصام والانفصال عن الواقع الأردني، الذي تميز على الدوام بأنه الأعلى والأعمق ارتباطًا بقضايا الأمة، الأمر الذي يدعو جماعة الإخوان المسلمين إلى إعادة بناء موقفهم السياسي على قواعد المبادئ المنسجمة مع أمتهم الماجدة.

تابعوا الوقائع على