بين إغراء التفاعل وتحدي الحفاظ على المضمون

بين إغراء التفاعل وتحدي الحفاظ على المضمون
شادي العامرين
ادى النمو المتسارع في استخدام مقاطع الفيديو القصيرة على منصات التواصل الاجتماعي، مثل ريلز والقصص الذي يوفر له الفيسبوك مساحة اوسع بالانتشار ، الى زيادة المخاوف وإثارة القلق لدى الصحفيين ممن يعتمدون على النصوص في عملهم. حيث يشير البعض إلى أن الاعتماد على المظاهر بدلاً من المضمون يمكن أن يؤدي إلى تقليل الاهتمام بالصحافة النصية التقليدية. ولكن، يمكن لاستخدام مقاطع الفيديو القصيرة أن يساعد الصحافيين على الوصول إلى جمهور جديد وتحفيز التفاعل والمشاركة عبر المنصات الاجتماعية. وتشير بعض الدراسات إلى أن وسائل الإعلام الإخبارية نجحت في استخدام مقاطع الفيديو القصيرة عبر ريلز، وذلك من خلال إضافة قيمة مضافة عن طريق الإضاءة على القصص والموضوعات بطريقة مختلفة ومبتكرة.

يمكن ان يؤثر استخدام مقاطع الفيديو القصيرة على طريقة كتابة الأخبار والتقارير الصحفية النصية، حيث يمكن التركيز أكثر على العناوين والعناصر البصرية في النصوص بدلاً من النص الكتابي، مما يؤدي إلى تغييرات في الأسلوب الصحفي ولقت الانظار اكثر على الصور ومقاطع الفيديو. ويتوقع البعض أن استخدام مقاطع ريلز قد يساهم في تحسين مشاهدة الأخبار وزيادة الوعي العام بالقضايا الهامة.

ومن الجدير بالذكر ان استخدام مقاطع الفيديو القصيرة يجب ان يكون بحذر ووعي لتجنب التركيز الزائد على المظهر على حساب المضمون، والحرص على الحفاظ على مهنية وحرفية الصحافة النصية.

بشكل عام، يمكن أن يكون استخدام مقاطع الفيديو القصيرة عبر منصات التواصل الاجتماعي وسيلة فعالة لتحسين الوصول إلى الجماهير وتعزيز التفاعل معها، ولكن يجب استخدامها بحذر ووعي لتجنب التركيز الزائد على المظهر على حساب المضمون، والحرص على الحفاظ على مهنية وحرفية الصحافة النصية. ويجب على الصحفيين العمل على تحسين قدراتهم ومهاراتهم في تطوير المحتوى الإعلامي والتفاعل مع الجماهير عبر منصات التواصل الاجتماعي، وذلك بما يتماشى مع التطورات الحديثة في صناعة الاعلام.
تابعوا الوقائع على